سوريا: القوات الخاصة الروسية تقود المعركة ضد الثوار السوريين

10 يونيو 2019آخر تحديث :
الجيش الروسي
الجيش الروسي

تركيا بالعربي

حماة: القوات الخاصة الروسية تقود المعركة

واصلت المعارضة المسلحة هجماتها البرية، ليل السبت/الأحد، مستهدفة عدداً من محاور القتال مع مليشيات النظام الروسية شمال غربي حماة. واشترك المزيد من مقاتلي الفصائل في عمليات الدفاع والهجوم، في حين فشلت المليشيات في أول هجوم معاكس لها بهدف استعادة مواقعها، وخسرت العشرات من عناصرها وجزءاً من عتادها.

الهجمات الليلية

شنت المعارضة هجوماً برياً من ثلاثة محاور، ليل السبت/الأحد، اثنان منهما للإشغال باتجاه الحماميات والشيخ حديد، ومحور العمليات الرئيسي نحو قرية الجلمة والمزارع في محيطها. وشهدت أطراف الجلمة والمزارع معارك كر وفر هي الأعنف بين المعارضة والمليشيات، وتبادل الطرفان القصف بالأسلحة الثقيلة.

وتحاول المعارضة تثبيت سيطرتها الكلية في الجلمة بعد محاولتين فاشلتين، وإطلاق مرحلة جديدة من العمليات البرية لتوسيع سيطرتها في المنطقة الواقعة بين مدينتي محردة والسقيلبية، والسيطرة على بلدة حيالين الغاب أهم معاقل المليشيات. وتعتبر حيالين من أكبر البلدات الواقعة على طريق محردة–السقيلبية وتقع بالقرب من الثكنة العسكرية الروسية في صلبا.

وتتفوق المعارضة على المليشيات في الهجمات الليلية، حيث تكون الرؤية ضعيفة وتقل أهمية الرصد والاستطلاع، ويصبح القصف الجوي والبري الذي تتمتع به المليشيات أقل تأثيراً، ما يسمح لمقاتلي المعارضة بشنّ هجمات مباغتة نحو مواقع المليشيات المتقدمة ودفاعاتها. وعادة ما تنجح المعارضة في عمليات التسلل الليلي التي تثير رعب عناصر المليشيات وتدفعهم للانسحاب من مواقعهم في الغالب.

الهجمات النهارية

شنت مليشيات النظام الروسية أول هجوم معاكس ضد المعارضة شمال غرب حماة، السبت، وأشغلت محورين رئيسيين، الأول نحو تل ملح انطلاقاً من مواقعها في كفر هود والجديدة، مستخدمة 10 دبابات وأربع مدرعات وأكثر من 20 مركبة عسكرية رباعية الدفع. وقادت قوات روسية خاصة الهجوم مستعينة بأكثر من 300 عنصر من “الفيلق الخامس” و”قوات النمر” و”الفرقة التاسعة”.

وسبق محاولات تقدم المليشيات نحو تل ملح تمهيد ناري عنيف، إذ استهدفت الطائرات الحربية والمروحية قرى تل ملح والجبين والزكاة وطرق الامداد بأكثر من 100 غارة جوية، وكثفت من قصفها المدفعي والصاروخي وبالدبابات.

وتقدمت المليشيات في الساعات الأولى من الهجوم ووصلت إلى مشارف تل ملح بعدما سيطرت على حاجز الخيم، لكنها وقعت في كمائن أعدتها المعارضة مسبقاً على جانبي محور التقدم، واشتبك الطرفان من مسافات قريبة لساعات. وقتل في المعارك أكثر من 30 عنصراً من المليشيات. وأسرت المعارضة مقاتلين أحدهما ابن رئيس مفرزة “الأمن السياسي” في السقيلبية ومرافقه. ودمرت المعارضة بالصواريخ المضادة 5 دبابات ومدرعتين اثنتين، وست مركبات عسكرية، وقاعدتي رشاش ثقيل، واغتنمت كميات من الأسلحة والذخائر التي كان من المفترض أن تستخدمها المليشيات في تثبيت مواقعها داخل تل ملح.

أما محور العمليات الثاني، انطلق من 4 مواقع؛ حيالين والروضة والعوينة وصلبا، واستهدف قرية جلمة ومزرعة العصمان، ومهدت المليشيات لتقدمها بقصف البلدة والمزارع المحيطة بمئات القذائف المدفعية والصاروخية، وتمكنت بالفعل من التقدم. واشتبك الطرفان داخل البلدة وفي أطرافها، واستهدفت “هيئة تحرير الشام” مواقع المليشيات في أطراف الجلمة بسيارة مفخخة تسببت بمقتل مجموعة كاملة من “قوات النمر” يزيد عددها عن 20 عنصراً.

الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” النقيب ناجي مصطفى، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة أفشلت هجوم المليشيات المعاكس، ومنعتها من تحقيق أي مكسب رغم التمهيد الناري العنيف الذي تمتعت به إلى جانب مشاركة أكبر من قبل القوات البرية الروسية في العمليات الهجومية. وبحسب مصطفى، فقد خسرت المليشيات في هجماتها المعاكسة أكثر من 80 عنصراً بينهم قادة ميدانيون من “الفيلق الخامس”، وتم أسر عدد من العناصر في الكمائن والتكتيكات الجديدة التي اتبعتها المعارضة في ميدان المعركة.

ساهمت أحوال الطقس كثيراً في عمليات التصدي الناجحة التي نفذتها المعارضة، إذ منعت الأجواء الغائمة – الماطرة تحليق الطيران الحربي بالكثافة المعتادة. وفي الغالب لم يكن للغارات القليلة تأثير فعلي على امدادات المعارضة ودفاعاتها أثناء المعركة. وقصفت المعارضة مستودعات أسلحة تابعة للمليشيات في حيالين، وتسبب الخسائر الكبيرة في صفوف المليشيات بوقف عملياتها وانتظار المزيد من التعزيزات.

تحشيد متبادل

يبدو أن الجولة القادمة من المعارك بين المعارضة والمليشيات ستكون أعنف، والطرفين يحشدان المزيد من المشاة والعتاد الحربي للمواجهات. وتسعى المعارضة لمواصلة تقدمها بالمستوى نفسه من الاندفاع، والمليشيات تحاول أن تحمي معاقلها، وتهاجم لاستعادة ما خسرته.

مصدر عسكري معارض أكد لـ”المدن”، أن أكثر من 500 عنصر من القوات الخاصة الروسية، وصلوا ليل السبت/الأحد، إلى المناطق القريبة من ميدان المعارك شمال غرب حماة، قادمين من قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية. وأيضاَ وصل المزيد من التعزيزات التابعة لـ”الفيلق الخامس” قادمة من محيط دمشق. وبحسب المصدر، فقد نفذت أفواج تابعة لمليشيا “قوات النمر”، عمليات إعادة انتشار في المناطق القريبة من جبهات القتال.

أما المعارضة فقد أرسلت المئات من مقاتليها إلى الجبهات المشتعلة مؤخراً. والعدد الأكبر من المقاتلين الواصلين حديثاً إلى ميدان المعركة هم من “أحرار الشرقية” التابعة لـ”الجيش الوطني” من ريف حلب. مدير المكتب الإعلامي في “أحرار الشرقية” سعد السعد، أكد لـ”المدن”، أن التعزيزات القادمة من ريف حلب كبيرة ومؤثرة. وبحسب السعد، المزيد من الفصائل أرسلت جزء من مقاتليها إلى جبهات حماة، منها “الفرقة 20″ و”الفرقة التاسعة” و”جيش الشرقية” وغيرها.

المليشيات تكذب

لا تعترف المليشيات حتى الآن بخسائرها في المعارك. وتتقصد المواقع الإعلامية الموالية تغييب الموالين بشكل كلي عن التطورات الميدانية، وتتداول صوراً لجثث قتلى من معارك “قسد” و”داعش” على أنها خسائر بشرية في صفوف المعارضة، فيما يبدو كسياسة مقصودة من قبل المليشيات للتغطية على خسائرها ومحاولة لتهدئة الموالين الخائفين في البلدات القريبة من ساحة المعركة.

وبسبب كذب المليشيات وتغطيتها على مجريات المعركة لجأ الموالون إلى متابعة التطورات عبر المواقع المعارضة، وباتوا يتناقلون أهداف معركة المعارضة ومراحلها الخمس المفترضة، وأي المحاور سيتم إشغالها في كل مرحلة، ومن هي الفصائل المشاركة وما هو نوع سلاحها وتكتيكاتها.

ويقول الموالون إن لدى المعارضة دعماً كبيراً في الذخائر والأسلحة، وإن هذه المعركة ليست كسابقاتها، فالعملية كبيرة وقد تستهدف محاور جديدة، مثل طيبة الإمام ومناطق شمال حماة في المرحلتين الرابعة والخامسة. فالمعارضة كانت جاهزة للهجوم منذ 15 يوماً، ولكن العمل العسكري كان متوقفاً بأوامر من تركيا التي كانت تتفاوض مع روسيا من أجل وقف إطلاق النار. وعندما فشلت المساعي، أعطت تركيا الضوء الاخضر لكل الفصائل لكي تهاجم.

القائد العسكري في “جيش العزة” العقيد مصطفى بكور، أكد لـ”المدن”، أن المليشيات تعرضت لاستنزاف كبير في 48 ساعة الماضية، ويزيد عن 200 عدد العناصر الذين قتلوا، وهي خسائر غير متوقعة في ظل المشاركة الروسية الكبيرة في الدفاع والهجوم والتمهيد الناري الهائل. وبحسب بكور، فإن الإفصاح عن الخسائر في أوساط الموالين يعتبر كارثة بالنسبة للمليشيات التي تحاول إيهام الأهالي بأنها متماسكة، وتتحدث باستمرار عن عمليات بطولية وهجومية وتحضيرات لعمليات عسكرية وهمية.

المصدر: موقع المدن

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.