الفن.. تعاريف ومصطلحات …. اساليب وانواع

16 مايو 2019آخر تحديث :
الفن.. تعاريف ومصطلحات …. اساليب وانواع

تركيا بالعربي

الفن

تعاريف ومصطلحات …. اساليب وانواع

سلسلة في حلقات.. بقلم الاستاذ عبد القادر بكار

مفهوم الفن : اختلف العديد من الباحثين في حقل الفن على وضع تعريف محدد وواضح له، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب التي عبروا عنها في مختلف أعمالهم الفكرية، حيث اعتبروا أن الفن مفهوم مفتوح، كما أن الأعمال الفكرية تختلف عن بعضها البعض، وتتغير من جيل إلى آخر، ولذلك يصعب تحديد تعريف واحد للفن.

وقد ورد عن فيلسوف الجماليات الأمريكي موريس ويتز (بالإنجليزية: Morris Weitz) أن خصائص الفن تختلف باختلاف مفهوم الفن الذي يتغير باستمرار عبر الزمن ويتغيّر كذلك من عمل فني لآخر.

كما شبه الفيلسوف النمساويّ البريطانيّ لودفيغ فتكنشتاين (بالألمانية: Ludwig Wittgenstein) طبيعة البحث بمفهوم الفن بطبيعة الألعاب؛ حيث توجد خصائص متنوعة ومشتركة بين جميع أنواع الألعاب تسمح بوضعها في التصنيف نفسه، إلّا أن خصائص أخرى موجودة في نوع معين وغير موجودة في نوع آخر تتسبّب في صعوبة وضع تعريف واحد لجميع الألعاب، وينطبق الأمر ذاته على أنواع الفن.

أما الشاعر والمؤرّخ الإنجليزي هربرت ريد (بالإنجليزية: Herbert Read) فكان رأيه حول الفن أنه لا توجد إجابة بسيطة حول مفهومه، إلّا أن مختلف أنواع الفنون تشترك في شكلها أو هيئتها.

ويرى أستاذ تاريخ الفن توماس مونرو (بالإنجليزية: Thomas Munro) أن إشكالية تحديد مفهوم الفن ترجع إلى أنه يشتمل على ألوان مختلفة من الإنتاج الثقافي، وأنه لا يقتصر على الفنون البصرية كالتصوير والنحت، وإنما يشتمل أيضاً على الموسيقى، والأدب، والمسرح، وغيرها من الفنون الأخرى.

كما فسر الدكتور العُمانيّ عبد المنعم الحسيني تعدد تعريفات الفن بسبب ارتباط الكلمة بالعديد من فروع المعرفة الأخرى؛ كالفلسفة، وعلم النفس، والتاريخ، كما أشار إلى أن الفن يرتبط بمختلف الأنشطة الإنسانية.

وكانت وجهة نظر أستاذ الفلسفة الإسلاميّة والتصوف المصري جمال المرزوقي، وعصام عبدالله، أن الاتفاق على تعريف محدد للفن يشكل إشكالية كبيرة، حيث إن كل نوع من الفن يختلف عن الأنواع الأخرى بطريقة وصوله للمتذوق، كما أن الأعمال الفنية تختلف من فن لآخر، وتختلف كذلك من عصر إلى آخر

نستنتج مما سبق ان للفن ثلاثة معانٍ مختلفة هي:

معنى عام: وهو الذي ينظر للفن من خلاله على أنه التطبيق العملي للنظريات العلمية، ويعتبر هذا الجانب التطبيقي للعلوم، وهو ما يسمى بالعلوم التطبيقية.

معنى خاص: وهو الذي ينظر للفن على أنه مهارة شخصية يمتلكها شخص محترف أو صاحب صنعة، وهو ما يسمى بالفنون التطبيقية، والتي تشتمل على الفنون اليدوية المعتمدة على مهارة الإنسان في تقديم أمور نافعة ومفيدة.

معنى أكثر خصوصية: وهو الذي ينظر للفن على أنه عملٌ جماليٌّ يثير مشاعر السرور والفرح والبهجة في الناس، وهو ما يسمى بالفنون الجميلة، الهادفة لتمثيل وتصوير الجمال ومن أجل اللذة البعيدة عن كل منفعة أو مصلحة.

انواع الفنون : يمكن تصنيف الفنون الى ثلاثة انواع

اولا : الفنون النفعية

ان الفنون النفعية تتحقق فيها خاصية مايسمى الفنون والصنائع اي تدخل من الانسان في مادة الكون وعناصره بشكل ويعيد اخراجها مستعملا مهارته الخاصة وذوفه الشخصي .

مما تقدم نرى ان الفن غير”الطبيعة” بل هو تدخل من الانسان في الطبيعة ، و التبديل فيها و اعادة تنظيمها ، فيوجد المواد في الطبيعة كالخشب و الحديد و ما شابه ياتي الفن النفعي يصنع لنا اشياء تنفعنا في قضاء حاجاتنا ولاجل الراحة و الرفاهية كما نصنع الكرسي و المدية لتقطيع اللحم اوغير ذلك من الصنوعات الانسانية.

و على الرغم من ان هذه الاشياء المصنوعة تتسم بميسم الفن في جانبها الجميل وهو طابع ولمسة اضافية غير ضرورية لادائها الذي صنعت من اجله .

هذا هو الفن النفعي اضفاء الجمال والمتعة على الادوات التي نستخدمها.

ثانيا : الفن الرفيع

اما الفن الرفيع فلا يستعمل لشيء اخر بل هو غرض بحد ذاته .

فنحن لا نستعمل اللوحة مثلا او التمثال لكي نجلس عليهما او نحقق بهما أي غرض عملي اخر بل نتخذ كلا منهما من اجله هو, ننظر الية و نتامل فيه ، ونحقق متعتنا الخاصة بمجرد النظر اليه وهذا وحده تحقيق الغرض الذي من اجلة صنع .

وبهذا فان الفن النفعي هو وسيلة الى متعة و اما الفن الرفيع فهو عين المتعة _ و بهذا فان العودة الى الطبيعة و موقف الانسان منها _ هو الذي بين لنا كنه المتعة التي تحصلها من مجرد النظر الى الفن الرفيع.

ثالثا : الفنون التعبيرية

الفن التعبيري لا يحاول ان ينفس عن عاطفة الفنان وحسب بل يحاول ان يؤديها في نوع من الاداء الحركي أو اللفظي أو كتابي كفيل بان ينفعل به القارئ او المتلقي ، وبهذا يكون للفن التعبيري دافعان متلازمان لا يبرزان الا اذا وجدا معا ولا يغني اولهما عن ثانيهما .

هما : اولهما رغبة الفنان في التنفيس عن العاطفة و ثانيهما رغبة في ان يضع هذا التنفيس صوره تثير في كل من يتلقاها نظير عاطفته وهذه الرغبة الثانية هي التي تدفعه الى تشكيل انتاجه في احد الاشكال الفنية و تجعله يتحمل الجهد و العناية و التضحية و هي السبب في الاهمية العظمى التي يحتلها الفن التعبيري بين جميع نتاج البشرية .

لذا فاهمية الفن التعبيري هي انه نافل للعاطفة الانسانية بل هو خير اداة استكشفها الانسان في اداء هذه العاطفة .

وفيما يتعلق بميزتا الفنان التعبيري نجده يتميز

– ان احساسه اشد ارهافا و انفعاله اقوى و اعمق من غير الفنانين .

– عنده القدرة على نقل العاطفة في نوع من الاداء يثير الغواطف والانفعالات لدى المتلقي .

وان اجتماع هاتين الميزتين هو الذي يدفعه الى انتاج فنه و هو الذي يحقق لانتاجه هذا خاصيه الاداء الفني .

فالفن التعبيري لا يقتصر على علاج مشاكل وقتيه او قضاء مصالح حزيئة بل ان الفن التعبيري يتناول الحياة نفسها فينفذ الى صميمها و يضرب الى اعمق جذورها .

فالفن بكل اشكاله هو متتم للانسان فينا وبدونه لا نستطيع ان نكون بشرا كاملي البشرية.

يتبع …انتظرونا في التقرير القادم الالقاء واساليب الاداء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.