كلاهما كانت نهايته على يد أردوغان

13 يناير 2019آخر تحديث :
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تنظيمان كانا مصيبة بالنسبة لتركيا على مدى سنين طويلة: بي كي كي وغولن.

كلاهما صُنعا في الخارج خلال فترة الحرب الباردة، وزُرعا في هذه الأرض.

أحدهما بين الأكراد، والثاني في أوساط المتدينين..

التنظيم الذي تزعمه عبد الله سار على منهج “ماركسي”.

بعد تأسيسه بفترة قصيرة، استغل ميزة وجوده في الأرياف ولجأ إلى التسلح علنًا.

أما العصابة التي قادها فتح الله، فقد لجأت إلى أساليب أخبث. ولأنها انتظمت في المدن فقد تقدمت رويدًا رويدًا وهي تراقب ردود أفعال شريحتها المستهدفة.

منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي دفعت عناصرها للتغلغل في الجيش والشرطة والقضاء بتركيا. كما أعدت وسائل إعلامية ومنظمات مدنية ومدارس. وعندما حانت الفرصة في 15 يوليو حاولت الانقضاض على الدولة.

***

في الثمانينات، هز بي كي كي تركيا بعملياته المسلحة، وفي التسعينات كان يتحول إلى “دولة” بعد غروب الشمس، في المنطقة الشرقية في البلاد.

وقفت الحكومات المتعاقبة عاجزة، وسقط الآلاف من الضحايا.

عندما قررت الولايات المتحدة وضع بي كي كي في مخططاتها الخاصة بشمال سوريا عمدت إلى التخلص من عبد الله، وسلمته إلى تركيا.

في المقابل، أخذت فتح الله لتنتقل إلى مرحلة جديدة في اللعبة.

كانت تعتزم ترك سوريا لوحدات حماية الشعب، فرع بي كي كي، بعد تأسيسها رسميًّا وتزويدها بالبنية التحتية اللازمة.. أما تركيا فسيتكفل بها فتح الله..

***

الأحداث التي وقعت بعد ذلك عشناها جميعًا، وشهدنا معًا كل ما حدث.

وبينما كانت الأمور تسير على هذا المنوال، انتُخب رئيس جديد للولايات المتحدة. لم يرَ دونالد ترامب ما يدر الأرباح لدى بي كي كي في تركيا فتخلى عنه.

ولم يقف ترامب عند ذلك، بل عدّل الخطة المتعلقة بسوريا، التي انطلقت في عهد رؤساء سابقين واعتمدت على وحدات حماية الشعب، وأعلن أن قواته سوف تتخلى عن حماية التنظيم وتعود إلى الوطن.

بالتأكيد، كان أردوغان هو من أقنع ترامب بأن الوقت المناسب حان. أدار أردوغان بدبلوماسية احترافية حرب الأعصاب، وأبدى عزمه على تنفيذ العملية العسكرية على الرغم من الولايات المتحدة.

بدأت نواقيس الخطر تقرع من أجل فتح الله، بعد كشف دوره في المحاولة الانقلابية الفاشلة. هذه ليست أقاويل، فالمنطق الذي حمل نهاية عبد الله، هو مؤشر على نهاية فتح الله. لأنه لم يعد هناك أي سبب ليحمل ترامب عبء تنظيم غولن، كما حدث مع بي كي كي.

والمحصلة، كانت نهاية تنظيمي بي كي كي وغولن، اللذين واصلا نشاطاتهما في عهود حكومات ورؤساء كثيرين، على يد أردوغان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.