نقيب الفنانين السوريين: بدي قص لسان كل فنان سوري معارض إذا رجع لسوريا

29 ديسمبر 2018آخر تحديث :
زهير رمضان
زهير رمضان

حتى نقابة الفنانين في مزرعة الأسد اصبحت فرع مخابرت يديريها نقيبها بعقلية الأمن الهمجية البربرية، مع العلم أن الفنان يجب أن يسمو فوق هذه الحيوانية المقيتة، لكن كيف يسمو وهو مجرد كلب حراسة وصيد على رفاقه الفنانين. لقد نصب هذا النقيب الطائفي نفسه جلاداً وقاضياً بحجة وطنجيات وعواطف وطنجية فارغة لا يمكن أن تنطلي حتى على تلاميذ المدارس. بدل أن يكون نقيباً لكل الفنانين السوريين وضع نفسه في مواجهة كل من لديه رأي حر من الفنانين.

واعتبر أن كل من عارض النظام ولو بكلمة اعتبره خائناً وعميلاً لإسرائيل وامريكا، مع العلم أنه لولا الرعاية الأمريكية والاسرائيلية لما بقي نظامه الفاشي في السلطة لحظة واحدة بعد كل ما اقترفه من فظائع بحق سوريا والسوريين.

هذا هو زهير رمضان صاحب الأدوار المستفزة في الدراما والواقع معاً. هذا وكان هذا الشبيح وعضو “مجلس الشعب” دعا إلى محاسبة الفنانين المعارضين العائدين لـ”حضن الوطن”، وأكد أنه أبلغ الأجهزة الأمنية عن تصريحات ومواقف اتخذها بعض الفنانين العائدين ضد النظام.

ووصف رمضان خلال جلسة للمجلس الفنانين المعارضين بـ”الغربان”، موضحاً أن بعضهم بدأ بالعودة إلى سوريا، حسبما نقلت مواقع موالية. وقال رمضان تحت قبة البرلمان: “أبلغت الجهات المعنية في الدولة عن الفنانين الذين لديهم تصريحات ومواقف مخزية تجاه سوريا والشعب السوري”.

وأضاف رمضان في مداخلته التي اعترف فيها بتقديم تقارير أمنية لأجهزة مخابرات الأسد ضد الفنانين السوريين المعارضين: “أما قادة الرأي وأصحاب الفكر والمواقف السافرة ضد الوطن فيجب أن ينالوا جزاءهم”، لافتاً إلى أن “المصالحة” ممكنة فقط مع “الناس العاديين البسطاء الذين كانوا مستلبي الإرادة” حسب تعبيره.

كما استنكر رمضان تشغيل “مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني” الرسمية لبعض الفنانين، ممن وصفهم بـ”ذوي المواقف المسيئة للوطن.. وأنهم دخلوا الأراضي السورية من دون أي كلمة بل تم الترحيب بهم وهو أمر خطير جداً”، من دون تسمية أي منهم.

والحال أن رمضان كنقيب للفنانين قام قبل ثلاثة أعوام بفصل كل فنان صرح أو أعلن عن موقف مؤيد للثورة السورية، أو حتى انتقد عمليات القتل الذي مارسه جيش النظام أو حلفاؤه بحق المدنيين خلال السنوات الماضية.

ويعتبر رمضان (58 عاماً) واحداً من أبرز الفنانين الموالين للنظام، لكنه مواقفه المتطرفة والإقصائية من أجل إظهار ولائه لنظام الأسد، تنفر الموالين منه قبل المعارضين، كما أن قراراته منذ توليه منصب نقيب الفنانين العام 2014، ثم وصوله إلى مجلس الشعب التابع للنظام العام 2016، تجعله جزءاً من السلطة، لا ناطقاً باسمها أو مصفقاً لها فقط ضمن الأعمال الدرامية.

وقبل أسابيع، شن الممثل الموالي بسام كوسا هجوماً لاذعاً على نقابة الفنانين، مؤكدا أنها تحولت إلى مؤسسة لجباية الأموال، مضيفاً في لقاء مع إذاعة “صوت الشباب” الرسمية، أن “ما تسمى بنقابة الفنانين لن أغالي إن قلت إن عدداً كبيراً من الفنانين أداروا ظهورهم لها، والمستمرون بالعمل حالياً يعتبرون أنفسهم أصحاب الوطن والأشرف والأنبل، ونحن نعلم تاريخهم بالتفاصيل المملة، فالقصة أصبحت مضحكة”.

وفي أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، هاجم الفنان المؤيد لنظام الأسد، بشار إسماعيل، رمضان، متسائلاً عن كيفيّة عودته إلى صفوف حزب “البعث” عقب فصله منه العام 2007.

وقد علق أحد الفنانين على تصرفات رمضان قائلاً: “أبو جودت” تائه بين نقابة الفنانين ورئاسة المخفر…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.