بعد 22 عملية جراحية في تركيا .. الشابة السورية نور تسير من جديد

13 ديسمبر 2018آخر تحديث :
بعد 22 عملية جراحية في تركيا .. الشابة السورية نور تسير من جديد

أخيرا وبعد معاناة طويلة استعادت الشابة السورية آسيا نور ذات الـ21 ربيعا من جديد القدرة على المشي، وتطلب الأمر أربع سنوات من الجهد الطبي المتواصل، ورحلة علاجية خضعت خلالها لأكثر من عشرين عملية جراحية.

وبدأت معاناة نور حين استهدفت قوات الأسد منزلها في دير الزور بقصف عنيف قبل نحو أربع سنوات أدى لإصابتها بالشلل، في حين لقي شقيقها إبراهيم (30 عاما) مصرعه في القصف.

ولم يكن أمامها وهي في حالة ثكل جراء فقدان الشقيق وجسامة المصاب إلا اللجوء مع عائلتها إلى شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا وهي في حالة شلل، حيث سعت إلى العلاج بمشافي شانلي أورفة وملاطيا، غير أنها لم تحصل على نتائج إيجابية في البداية جراء تأخر علاجها من ناحية وارتفاع التكاليف من ناحية أخرى.

بداية الأمل

وفي عام 2014 تقدمت نور بطلب إلى منبر المساعدات الإنسانية في شانلي أورفة، حيث أفضت أبحاث ومشاورات أعضاء المنبر إلى إمكانية علاجها في مشافي إسطنبول بعد أن تكفل فاعل خير تركي (فضل عدم الكشف عن هويته) من خلال تواصله مع منبر المساعدات الإنسانية بكافة التكاليف حتى تمكنت من السير مجددا بعد إجراء 22 عملية جراحية خلال أربع سنوات.

وتقول الشابة السورية في حديث للأناضول إنها عاشت أياما عصيبة للغاية في بلادها قبل لجوئها إلى تركيا، وتعود إلى بداية القصة والألم يعتصر قلبها “تعرض منزلنا للقصف على يد قوات الأسد، مما أسفر عن استشهاد أخي وإصابتي بالإعاقة، ثم اضطررنا للجوء إلى تركيا إثر تدمير منزلنا وافتقارنا إلى مأوى آخر هناك”.

وتضيف “خضعت للعلاج ستة أشهر هنا في بداية اللجوء، وأجريت لي عمليات عدة خلالها، وقيل لي حينها إنهم قد يضطرون إلى بتر أقدامي بسبب اهتراء العظام، مما أصابني بخيبة أمل كبيرة”، ولكن الأمل جاء -بحسب نور- “بعد أن تقدمت بطلب لمنبر المساعدات الإنسانية في شانلي أورفة ولدى سماعي أن هناك فاعل خير من طرابزون سيتكفل بالعلاج”.

ولادة جديدة

وفي اللحظة التي أبلغت فيها بتكفل فاعل خير بعلاجها أحست نور بأنها ولدت من جديد، وتطلب الأمر الانتقال إلى إسطنبول لمباشرة العلاج من البداية “بدأت أتعلق بالحياة من جديد رويدا رويدا مع كل عملية جراحية خضعت لها، وأشعر الآن بسعادة وامتنان كبيرين لأني استعدت القدرة على المشي مجددا”.

لا تتوقف نور المولودة من جديد عن الثناء الدائم على القائمين على علاجها، خاصة فاعل الخير المجهول الذي تكفل بنفقات علاجها.

لم تكن نور وحدها من يعاني في رحلة الألم الطويلة، فقد كانت أمها رفيقة درب تشاطرها الأحزان والأوجاع وتتطلع معها لأمل كان مفقودا قبل سنوات، تقول سهام نور والدة الشابة السورية إنها كانت تعتقد أن ساقي ابنتها ستبتران في المراحل الأولى، إذ كانت تشعر بيأس وحزن شديدين في البداية.

وتضيف أن حالة ابنتها جيدة للغاية الآن، متقدمة بالشكر والامتنان إلى كافة المساهمين في علاجها، لما بذلوه من تضحيات مادية ومعنوية كبيرة أدت إلى استعادة قدرتها على المشي.

وبشأن تكاليف رحلة العلاج قال رئيس منبر المساعدات الإنسانية في شانلي أورفة عثمان غيريم إنها وصلت إلى أكثر من مئة ألف ليرة تركية (18.6 ألف دولار)، حيث خضعت نور للعلاج في مستشفيات عدة بإسطنبول.

وأضاف أنهم تواصلوا بشأن حالة نور مع فاعل خير قدم مساعدات كثيرة للمنبر سابقا، وهو رجل أعمال من طرابزون، حيث أجرى اتصالات مع مشفى خاص في إسطنبول، وأتم كافة التحضيرات اللازمة لاستقبال المريضة خلال نصف ساعة فقط من الاتصال.

ويتمنى غيريم أن يرى نور وهي ترفل في أثواب أخرى من الأفراح والمسرات، ويؤكد أنه قطع عهدا على نفسه بتحمل تكاليف جهازها عندما تصبح عروسا، معربا عن بالغ سعادته لاستعادتها صحتها وقدرتها على الزواج وتأسيس عائلة مثل بقية الفتيات.

المصدر : وكالة الأناضول, الجزيرة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.