الرئيس الباكستاني يوجه رسالة للعالم حول إنقلاب تركيا الفاشل

2 نوفمبر 2018آخر تحديث :
الرئیس الباكستاني الدكتور عارف علوي
الرئیس الباكستاني الدكتور عارف علوي

-نتطلع للاستثمار التركي في المجالات كافة بباكستان
-باكستان وتركيا تواجهان تحديات اقتصادية وبناء عليه نعتمد على بعضنا البعض لتحسين اقتصاداتنا
-نسعى مع تركيا إلى توقيع اتفاقية للتجارة الحرة.. وعلاقاتنا يجب أن تتوج بالتعامل التجاري المثمر
-سنرحب بمشاركة تركيا في مشروع “الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني”.. ويمكنها مساعدتنا في صناعات وأعمال عديدة
-تجمعنا مع تركيا علاقات ممتازة وندعم بعضنا البعض في جميع المحافل الدولية
-وقوف الشعب التركي في وجه محاولة الانقلاب الفاشلة درس للعالم الإسلامي كله، وخاصة الديمقراطيات الناشئة
-أنا معجب بالرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية لتقديمهم بأمانة خدمات تصب في مصلحة الشعب التركي
-الحكومة الباكستانية تدافع أمام القضاء عن موقف أنقرة من منظمة “غولن”.. وقرارانا واضح بتسليم مدارسها للسلطات التركية
-العالم أصبح غير مبالٍ بوضع اللاجئين.. تركيا تستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين وأصبحت منقذًا يحمي أوروبا من الهجرة
-يمكن لباكستان لعب دور مهم جدًا في إحلال السلام بأفغانستان.. ويجب إدخال “طالبان” في المعادلة
-أقدر موقف تركيا من الشعب المضطهد في كشمير.. ويجب حل هذه القضية على أساس قرارات الأمم المتحدة
-في فلسطين وكشمير يقمعون الشعوب بحجة الإرهاب.. ويجب حل القضية الفلسطينية على أساس حدود ما قبل 1967.
-النضال لتحرير الأرض مرحب به في كل مكان.. لكن حين يتعلق الأمر بالمسلمين ينظر العالم في الاتجاه الآخر
-لعبت تركيا دورًا جيدًا في قضية فلسطين.. ولعبت باكستان دورها الواجب بخصوص قضية قبرص
-القضية الفلسطينية تعقدت بنقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس.. ولا يمكن قمع الناس لفترة طويلة
-أعتقد بوجود إعادة ضبط للعلاقات مع الولايات المتحدة.. نريد علاقة كريمة تقود إلى مزيد من السلام بدلًا من المواجهات

قال الرئیس الباكستاني، المنتخب حديثًا، الدكتور عارف علوي، إن العلاقات الأخوية بين باكستان وتركيا “تاريخية”، معربًا عن أمله في أن تنمو الروابط الودية بينهما بمرور الوقت، وتُترجم إلى تعاون مشترك في المجالات كافة.

وأفاد الرئيس بوجود قواسم مشتركة بين البلدين، فهما “يتبعان سياسة خارجية مستقلة، ولا يعتمدان على أي دولة أخرى”، كما “يواجهان تحديات اقتصادية، وبناءً عليه يعتمدان على بعضهما البعض لتحسين اقتصادهما”.

جاء ذلك في مقابلة حصرية أجرتها الأناضول مع الرئيس علوي، خلال زيارته مدينة إسطنبول التركية، حيث شارك في مراسم افتتاح مطار إسطنبول، أحد أكبر المطارات في العالم.

الرئيس علوي سلّط الضوء في حديثه على محاور أساسية إقليميًا ودوليًا، منها الجهود التركية – الباكستانية لإحلال السلام والاستقرار العالمي، وتداعيات نقل الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها إلى القدس.

كما تحدث عن قضية كشمير والدور التركي، والسياسة الأمريكية تجاه باكستان، إضافة إلى مشروع “الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني” (CPEC)، وأهمية توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، وغيرها من الملفات المهمة.

وُلد علوي عام 1949، في مدينة كراتشي الساحلية (جنوب شرق)، بعد عامين من هجرة عائلته إلى باكستان، عقب انتهاء الحكم الاستعماري البريطاني.

في 2013، فاز علوي، ومهنته أساسًا طبيب أسنان، بأول مقعد في المجلس الوطني (الغرفة الأدنى للبرلمان) عن كراتشي، واحتفظ به في الانتخابات الأخيرة، في 25 يوليو/ تموز الماضي.

وعلوي من الأعضاء المؤسسين لحزب “حركة الإنصاف” الحاكم، بزعامة رئيس الوزراء، عمران خان، الذي اختاره مرشحًا للرئاسة عن الحزب.

وبالفعل، انتُخب علوي، المقرب من خان، رئيسًا، في 4 سبتمبر/ أيلول الماضي، ليصبح الرئيس الـ 13 لباكستان.

وفيما يلي نص حوار الأناضول مع الرئيس الباكستاني:

** بدايةً.. كيف يمكن أن تتطور العلاقات بين تركيا وباكستان في الفترة المقبلة، خاصة في ظل منصبكم الجديد ؟

– هناك نقاط أريد مشاركتها معكم خلال هذه المقابلة.. كل من تركيا وباكستان تتبعان سياسة خارجية مستقلة، ولا تعتمدان على أي دولة أخرى، وتسعيان إلى تحقيق مصلحتهما الوطنية الخاصة في المنطقة.. البلدان خاضا تجارب مماثلة، منها: الحرب الأفغانية وأثرها على الجارة باكستان، والحرب السورية وأثرها على الجارة تركيا.

تستضيف باكستان اللاجئين الأفغان منذ عام 1980، وفي مرحلة ما كنا نستضيف 3.5 مليون لاجئ أفغاني.. والآن التاريخ يعيد نفسه مع تركيا، إذ تستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين.

من الواضح أن العالم أصبح في أغلب الأحيان غير مبالِِ بوضع اللاجئين ورفاهيتهم.. البلدان المضيفة تُركت بمفردها، رغم أن هؤلاء الناس أصبحوا لاجئين بسبب الأجندة العالمية للبلدان القوية.

كان يمكن أن تجري الأمور بطريقة أفضل لو لم تكن هذه الحروب موجودة.. الآن ما يحدث هو بسبب هذه الحروب والقتال بالوكالة، حيث يعيش الكثيرون في ظروف حياتية سيئة، يواجهون الجوع وتحديات الدخل المنخفض؛ بسبب ضعف الاقتصاد، وبالتالي يلجؤون إلى الهجرة.

لقد أصبحت تركيا منقذًا يحمي أوروبا من هجرة اللاجئين، حيث تستضيف بالفعل عددًا كبيرًا من اللاجئين.

إن العالم لا يساعد ويتجاهل محنة هؤلاء اللاجئين، في حين أن دولاً مثل بلدنا تُركت تتعامل مع الأثر الاجتماعي لهذه الفظائع التي تحدث على حدودنا.

بناء عليه، فإن تركيا وباكستان تجمعهما علاقات ممتازة، فطالما وقفت إسلام أباد بجانب أنقرة وأيدت مواقفها في جميع المحافل الدولية، لاسيما ما يخص قضية قبرص.

من جهتها، ساندتنا تركيا بشأن قضية كشمير وبخصوص مجموعة “موردي المواد النووية”.. وبالتالي فإننا ندعم بعضنا البعض دوليًا.

لقد كنت عضوًا منتخبًا في الاتحاد العالمي لطب الأسنان، وزرت تركيا آنذاك لحضور أحد المؤتمرات، وكان اتحاد طب الأسنان التركي واتحاد طب الأسنان الباكستاني يصوتان معًا في كل قضية، بغض النظر عن طبيعتها.

لذا، أعتقد أن هذه العلاقات يجب أن تتوج بالتعامل التجاري المثمر.. العلاقات الأخوية موجودة بالفعل منذ القدم.. بدءًا من زمن الخلافة العثمانية التي قامت بين أوساط مسلمي الهند في أوائل القرن العشرين.

لقد عمل والدي من أجلها، وعمل أشخاص آخرون لصالحها، مثل محمد علي جوهر، ومولانا محمد علي، وشوكت علي.. وأعتقد أن هذا يغرس التقدير والاحترام المتبادل فيما بيننا.

علاوة على ذلك، لكل من باكستان وتركيا موقف مماثل بشأن إصلاح الأمم المتحدة، كما أننا جزء من “مجموعة الاتحاد من أجل التوافق” (UfC).

ومع ذلك، فإن روابطنا التجارية تحتاج إلى التعزيز والتعميق.

** هل تخطط الحكومة الباكستانية الجديدة لدعم المستثمرين الأتراك؟ وهل ستُتخذ خطوات لتنشيط المفاوضات حول اتفاقية للتجارة الحرة(FTA)؟

– نعم، تسعى الدولتان إلى توقيع اتفاقية التجارة الحرة، وكانت هناك سبع جولات من المناقشات. أنا هنا كي أبحث مع أخي السيد رجب طيب أردوغان، فخامة رئيس تركيا، مسألة إنهاء هذه المفاوضات في أقرب وقت ممكن، لبدء تجارة منظمة مشتركة. تواجه كل من تركيا وباكستان تحديات اقتصادية، وانخفاض في قيمة عملتهما المحلية، وبناءً عليه نعتمد على بعضنا البعض لتحسين اقتصاداتنا.

** لدينا مشكلة ملحة هنا في الوطن، أقصد منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، ويواجه الشعب التركي صعوبة في فهم سبب عدم اتخاذ باكستان إجراءات صارمة ضد كيانات هذه المنظمة فيها، وفي مقدمتها تسليم المدارس التابعة لها، وذلك رغم العلاقات التاريخية المشتركة التي ذكرتها.. لماذا لم يتحقق تقدم كبير في هذا المجال ؟

– في دائرتي الانتخابية، عندما كنت عضوًا في البرلمان، كانت هناك مدارس لمنظمة “غولن”، وبالنظر إلى حساسية هذه القضية بالنسبة للحكومة التركية، تم تعليق عمل تلك المدارس بهدف تسليمها إلى السلطات التركية في وقت لاحق.

لذا، يمكنني أن أؤكد لكم أن كل هذه الأمور نشأت من سوء فهم.. أحيانًا يحدث ذلك في باكستان، حيث يتم اتخاذ إجراءات ويذهب الشخص المتضرر إلى المحكمة وينتظر البت في قضيته، وبالتالي على الحكومة الانصياع لأوامر المحكمة، رغم أن الحكومة، في قضية غولن، تدافع عن موقفها والموقف التركي، في جلسات المحكمة.

إن المحاكم قد تستغرق بعض الوقت، إلا أن قرارنا واضح بتسليم هذه المدارس إلى السلطات التركية.

لقد شهدنا المؤامرات التي مر بها حزب العدالة والتنمية (الحاكم في تركيا)، وكيف واجهت المؤسسات الديمقراطية التركية هذه التحديات.

قدمت باكستان دعمًا غير مشروط لتركيا، عندما وقع الانقلاب العسكري الفاشل عام 2016. مرّرنا قرارات في مجلسنا، دعمًا للديمقراطية التركية وقيادتها، وزار تركيا أشخاص في وفد التضامن البرلماني من جميع الأحزاب، لإظهار دعمنا ومساندتنا لها.

لطالما أُعجبت بالرئيس أردوغان، وكيف ساند الشعب التركي حزب العدالة والتنمية وحكومته اللذان يعملان دائماً من أجله. وقف الناس أمام الدبابات، هذا درس للعالم الإسلامي كله، لا سيما في الديمقراطيات الناشئة، حيث يقدم القادة الخدمات التي تصب في مصلحة الشعب بأمانة، وبدوره يساند الشعب قيادته الحقيقية التي تقود البلاد للخروج من الأزمات. أنا معجب بالرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية لتقديمهم هذا النوع من الخدمات.

** كيف تقيّمون العلاقات بين باكستان وأفغانستان ؟ بالطبع، هما جارتان.. هل يمكن لتركيا أن تلعب دورًا في تقوية هذه العلاقات ؟

– نعم، أعتقد أن تركيا لعبت دوراً إيجابياً في العمل من أجل السلام في أفغانستان، العودة القوية للسياستين الخارجيتين لباكستان وتركيا – أنا أسميها عودة قوية – تنم عن إدراك بأنه علينا أن نقف على أقدامنا، وألا نخضع لإملاءات من أحد، وأن علاقاتنا مع الدول الأخرى يجب أن تكون قائمة على الكرامة ومتطلبات السلام.

يمكن لباكستان لعب دور مهم جدًا في أزمات أفغانستان. ما كنا نقوله طوال الأعوام الـ15 الماضية هو أنه يجب إدخال طالبان في المعادلة، وعندها فقط سيكون هناك سلام.

وقد بدأت حكومة الولايات المتحدة في هذه العملية نفسها، ويمكن للحكومة الباكستانية لعب دور مهم جدًا في إحلال السلام.

إن اهتمامنا بأفغانستان يتعلق بالسلام فقط، ليس لدينا أي مصلحة أخرى، فهو بلد مسلم بجوار حدودنا مر بالكثير من الاضطرابات بدءًا بالغزو السوفييتي (1979-1989) ثم إقصاء حركة طالبان (من الحكم عام 2001)، ثم التفجيرات وما إلى ذلك، ومحصلة هذا هي البؤس للشعب.

ونعتقد أيضًا أن علاقتنا مع إيران يجب أن تكون جيدة، إنها دولة شقيقة أيضًا، ويجب أن تظل جيدة. الصين هي أيضًا صديقتنا على الحدود، وهناك مشروعات معها، مثل الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، وغيرها من العمليات، مثل “مبادرة حزام واحد طريق واحد”، التي تربط تلك المنطقة بميناء غوادر.

هناك الكثير مما يمكن لتركيا أن تستثمره في باكستان في ظل تنامي السياحة، أعتقد أنكم ستجدون أجمل الأماكن في باكستان، على سبيل المثال: بحيرة عطا آباد في وادي هُنزه، وهي بحيرة طبيعية وجميلة.

يمكن لباكستان أن تبحث عن السياحة من تركيا خاصة، وتبحث عن المساعدة التركية في تطوير السياحة، والاستثمار التركي في باكستان، وقطاع الطاقة، والسكك الحديدية، وتطوير البنية التحتية.

ويمكن لتركيا أن تفعل الكثير، في مجال المعادن والتعدين وغيرها. تركيا لديها الكثير من الإمكانيات والخبرات، ويمكنها أن تفعل الكثير.

** وهل يبذل الجانب الباكستاني أي جهد لإحضار طالبان إلى طاولة المفاوضات ؟

– نعم، مؤخرًا بذلت باكستان الكثير من الجهود فيما يخص ذلك، كما تم الإفراج عن بعض المعتقلين.

** هل تقصد ملا بارادار(المؤسس المشارك لحركة طالبان الأفغانية) الذي أفرجت عنه إسلام أباد مؤخرًا ؟

– نعم، ملا بارادار.. الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحقيق السلام في أفغانستان هي إحضار كل شخص إلى الطاولة بالتفاهم. لا يمكنك إحلال السلام بالإصرار فقط على ضرورة أن يكون هناك وقف لإطلاق النار. يجب أن تكون هناك تدابير لبناء الثقة نحو السلام. أعتقد أن وقف إطلاق النار في رمضان (الماضي) وخلال احتفالات العيد يعطي رسالة للشعب الأفغاني بأن السلام يمكن أن يتم بسرعة. السلام هو ما يمكن أن يغير حياتهم.

إذا خضت تجاربهم، يمكنك فهم آلام الشعب الأفغاني. المئات قتلوا في الحرب، لذا الشعب لا يستطيع تحمل ذلك العبء على الإطلاق.

** هل تريد باكستان شركاء آخرين في مشروع “الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)”.؟ وهل قدمت الصين أي اعتراضات على المشاركة في المشاريع المتعلقة بهذا المشروع، خاصة في مصفاة النفط في ميناء غوادر؟ وما هي توقعاتكم من تركيا فيما يخصّ مشروع (CPEC)؟.

– بدأ الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الطريق من الشمال إلى الجنوب، ومنه إلى غوادر. بدأ كفكرة للحركة فيما يتعلق بالتجارة. لو تتذكر عندما كنا (باكستان وتركيا) معًا في منظمة التعاون الإقليمي للتنمية (RCD)، التي أسستها تركيا وباكستان وإيران عام 1964، كان هناك فكرة من المنظمة لطريق سريع من باكستان إلى تركيا مرورًا بإيران، فعندما تنشئ طريقًا سريعًا، يكون ذلك للناس والبضائع، ومشروع (CPEC) هو أيضًا طريق سريع من أجل الناس والبضائع.

ومع تواجد هذا الطريق السريع، فإننا نبحث عن استثمارات على طول ذلك الطريق، ولنقل البضائع.

وفيما يخص تلك الاستثمارات، فإن جميع شركائنا هم شركاء في مشروع (CPEC) أيضًا، ليس هناك منظمة رسمية للشراكة، بل إنه وضع ثنائي.

يمكن لتركيا أن تساعدنا في العديد من الصناعات والأعمال. كما قلت، تحسين العلاقات التجارية بين باكستان وتركيا هو مجال للاستثمار والعمل من أجل تركيا ورجال الأعمال الأتراك في باكستان، وهو كذلك يعزز العلاقات.. أعتقد أننا بحاجة ماسة لذلك. سنرحب بالمشاركة التركية في “الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)”.

** سؤال آخر متعلق بمشكلة العالم الإسلامي غير المستقرة.. رغم تدخل مجلس الأمن الدولي، ماذا تقترح باكستان لحل الصراع في كشمير؟ هل تخطط لاتخاذ إجراءات لتطبيع العلاقات مع الهند ؟ وهل من المرجح استئناف المفاوضات بين البلدين ؟

– باكستان تعتقد أن السلام والمفاوضات فقط هي ما يمكنها أن تؤدي إلى الحل بشأن كشمير، استنادًا إلى قرارت الأمم المتحدة. ما يحصل هو أنه هناك الكثير من الفظائع في كشمير، مثل الاستخدام العشوائي للأعيرة النارية التي تعمي الناس. هناك حجب كلي للأخبار. ما حصل في فلسطين، وفي غزة، مشابه لما يحصل في كشمير. بحجة الإرهاب هذه الدول تقمع تطلعات الشعب الذي يريد تحرير أراضيه، هذا النوع من النضال مرحب به في كل مكان في العالم، لكنا حينما يكون الأمر متعلق بوضع المسلمين، ترى العالم ينظر في الاتجاه الأخر.

أعتقد أنه يجب حل القضية الفلسطينية على أساس حدود ما قبل 1967، و(حل) قضية جامو وكشمير على أساس قرارات الأمم المتحدة. أنا أقدّر دعم تركيا، التي لطالما رفعت صوتها لأجل الشعب المضطهد في (إقليم) كشمير المحتل من جانب الهند.

لعبت تركيا دورًا جيدًا فيما يتعلق بفلسطين، وعلى نحو مماثل، لعبت باكستان دورها الواجب فيما يتعلق بقضية قبرص.

بمجرد مجيء الحكومة الحالية (حكومة عمران خان) إلى السلطة، كتب رئيس وزراء باكستان رسالة إلى نظيره الهندي (ناريندرا مودي) يدعوه من خلالها إلى السماح لوزيري خارجية البلدين بالاجتماع، في البداية جاء الرد بالموافقة، لكن تم رفض الدعوة في وقت لاحق.

** وما هو سبب الرفض ؟

– أنا شخصيًا أعتقد أنه من السياسة الهندية، وأن رئيس الوزراء الهندي كان يخطط لإجراء انتخابات، فضلًا عن زيادة الكراهية تجاه باكستان، وأحيانًا وقوع السياسيين في شراك المتاجرة بشعاراتهم الخاصة. شعاراتهم تحصرهم وتمنعهم من التقدم.

كانت هذه أفضل مناسبة، فالحكومة الباكستانية الجديدة قدمت أفضل ما لديها، ألا وهو عرض “دعونا نجتمع ونتحاور”، لكن إن كان الجانب الهندي لا يرغب بالحوار، ويقدم العذر هذا، والعذر ذاك، فإن ذلك يسيء إلى شعب كشمير، بسب تعنّت الهند، وعدم قبولها مناقشة هذه القضايا.

في الواقع، عندما يتم طرح مسألة الحوار، يبحثون عن قضايا أخرى.. أحيانًا من أجل عدم الحوار، وبالوقت نفسه تصر حكومة الهند على أنه “يجب أن تكون هناك مناقشات ثنائية فقط”. تتحدث عن مناقشات ثنائية، لكن لا تلتزم بتطبيقها.. أعتقد أن هذا ما حدث.

** هل ترى أي تغيير في سياسة إدارة ترامب تجاه باكستان ؟

– أعتقد أن ما تصر عليه باكستان هو أن كلا البلدين، الولايات المتحدة وباكستان، مهتمان بتحقيق السلام في أفغانستان.

ثانياً، باكستان مهتمة بعلاقة كريمة، أعتقد أنها ينبغي أن تكون هدف الولايات المتحدة أيضاً.. باكستان مهتمة بعلاقة تقود إلى المزيد من السلام بدلًا من المواجهات.

أعتقد أن هناك إعادة ضبط للعلاقات بيننا.. وأعتقد أن اجتماع وزير الخارجية الباكستاني مع نظيره الأمريكي (في واشنطن أوائل الشهر الجاري) هو فأل حسن.

كلانا يريد السلام، قد تكون وجهة نظرنا مختلفة بعض الشيء، إلا أنها يمكن أن تتلاقى من أجل السلام.. أعتقد أنها علاقة جيدة.

** كيف ينبغي على الدول الإسلامية أن ترد على نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس ؟

– باكستان، كباقي العالم الإسلامي بأسره، لم تعجبها تلك الخطوة. القضية الفلسطينية تعقدت بعد نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس (في 14 مايو/ أيار الماضي)، لأنه حتى عام 1967، كانت المنظمات والدول الإسلامية ترى في القدس مدينة دولية مشتركة.

يمكنها (القدس) أن تكون عاصمة لكل من فلسطين وإسرائيل.. لا يمكنك قمع الناس لفترة طويلة.

الطفل الفلسطيني يولد، وخلال خمس أو عشر سنوات، يبدأ بالبحث عن حجارة ليواجه بها (الجيش الإسرائيلي).. إلى متى يمكن أن يستمر هذا ؟.

حتى أن هناك أصواتًا جيدة في إسرائيل ترى حقيقة أن مواجهة هذه القضايا لن تؤدي إلى السلام، وإذا لم يكن لديك سلام على حدودك، فيمكنك رفع جدرانك، لكنك لن تحظى بالسلام.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.