مخرج تركي يعرّي فظائع نظام الأسد بحق الطفولة

24 أكتوبر 2018آخر تحديث :
طفلة سورية
طفلة سورية

من مآسي الحروب، ومعاناة الأطفال والبالغين، استوحى المخرج التركي الشاب سردال ألطون؛ قصص أفلامه القصيرة التي استقطبت الاهتمام حول العالم، ورشحته لنيل العديد من الجوائز.

خرج عن الصورة النمطية المركّبة، فلامس الواقع بأسوأ تجلياته في مناطق الصراع، وخصوصا في سوريا حيث يدفع السكان فاتورة باهظة جراء الحرب المستعرة بالبلاد منذ أكثر من 7 سنوات.

وجّه ألطون كاميراته نحو هذا البلد المجاور، ليرصد أبشع ما تفرزه الحرب بحق الإنسانية، ويرسل للعالم صورة من واقع مر ومعاناة طويلة واستهداف لا ينتهي للطفولة والحياة.

“ثلاثية الحرب والأطفال”.. العين الثالثة

ألطون البالغ من العمر 27 عاما، أتمّ قبل 8 أعوام، دراسة في اختصاص الفنون الجميلة في جامعة “غازي عنتاب” جنوبي تركيا، قبل أن يباشر العمل على إنتاج أفلامه رغم الإمكانيات المحدودة.

ولكونه يعيش في منطقة “جيلان بينار” التابعة لولاية شانلي أورفة، جنوب شرق تركيا، أي على الحدود مع سوريا، أصبح ألطون شاهدا حيا على الحرب الداخلية في البلد الأخير، وتأثر كثيرا بصور الأطفال الأبرياء الضحايا، ما دفعه لإنتاج أفلام تحكي قصص مآسي الحروب.

وفي هذا الإطار، أنتج المخرج التركي فيلمين، الأول بعنوان “طائرة ورقية”، وتحكي قصة الأطفال في منطقة حدودية يحاولون من خلال طائرتهم الورقية التصدي للطائرات الحربية التي تقصف الأطفال والمدنيين خلف الحدود.

أما الفيلم الثاني فيحمل اسم “الدمية”، وتناول فيه مخرجه قصة حزن طفلة على دميتها التي أُصيبت في الحرب، وقيامها بحفر قبر لها.

وفي لقاء مع الأناضول، قال ألطون إن النجاح الأكبر الذي يحققه الفنان هو تمكنه من تسليط الضوء على معاناة وآلام المجتمع.

واعتبر أنه مثل الفنانين الآخرين، لا يمكنه عدم التأثر بالأحداث المحيطة به، حيث شاهد بأم عينه العديد من المآسي الإنسانية مع استمرار الحرب في سوريا لأكثر من 7 سنوات، ولكونه شاهد عيان يسكن في منطقة حدودية.

وانطلاقا مما عاينه، أنتج ألطون فيلمين قصيرين استوحى فكرتهما من مآسي الأطفال في ظل الحرب، ضمن إطار مشروعه “ثلاثية الحرب والأطفال”.

ووفق المخرج التركي، عرض فيلم “الطائرة الورقية” في أكثر من 50 مهرجانا محليا وفي شتى أرجاء العالم، بينها مهرجانيْ “أنطاليا” و”أضنة” للأفلام، وحصد من خلالها 15 جائزة محلية ودولية في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والهند.

ورغم كثرة الجوائز التي نالها، إلا أن الأهم تظل بنظر المخرج الشاب، الجائزة التي تلقاها من رئيس بلاده رجب طيب أردوغان، عندما حصد المركز الثاني في مسابقة “أفلام الرحمة والعدالة”، والتي نظمتها بلدية “جيكمه كوي” في إسطنبول.

أما الفيلم الثاني “الدمية”، فحظي بدوره باهتمام كبير من المشاهدين، خصوصا وأن الفيلم يعتبر الجزء الثاني من مشروع ثلاثية الحرب والأطفال، وفق المخرج.

وحول فكرة هذا الفيلم، لفت المخرج إلى أنها مستوحاة من صورة طفلة تحتضن دميتها المصابة وهي تبكي، معلنا أنه سينتج فيلما آخرا ضمن نفس السلسلة عن الحرب والأطفال.

ومؤخرا، حصد فيلم الدمية الجائزة الأولى في مهرجان الولايات السبع للأفلام القصيرة الدولي، ومن ثم نال المركز الثاني في مسابقة الأفلام القصيرة التي نظمتها شبكة “تي آر تي ورلد سيتيزن”.

ومن خلال أفلامه، يهدف المخرج الشاب إلى تسليط الضوء على معاناة الأطفال بشكل عام في كافة الدول التي تشهد حروبا، وسوريا لم تكن سوى إحدى بؤر التوتر التي روعت الأطفال.

ووفق ألطون، فإن أفلامه المقبلة ستتناول هذه المآسي في جميع البلدان التي تشهد فظاعات من هذا النوع، ولن تقتصر على سوريا فحسب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.