هل سيغير السوريون التركيبة السكانية في تركيا ؟ (تقرير هام)

7 أكتوبر 2018آخر تحديث :
سكان إسطنبول في شارع الإستقلال
سكان إسطنبول في شارع الإستقلال

ترجمة أورينت

تناول تقرير لموقع “المونيتور” التغيرات “غير المسبوقة” في التركيبة السكانية التي تواجه تركيا خلال السنوات المقبلة، حيث تواجه البلاد ارتفاعاً حاداً في زيادة عدد الوافدين، بينما تعاني في الوقت نفسه من هجرة العقول وانعدام الاستقرار الاقتصادي.

تركيا التي يبلغ عدد مواطنيها 81 مليون نسمة، وعلى الرغم من انخفاض النمو السكاني فيها بشكل كبير، من 1.31% عام 2009 إلى 0.52% في 2017، إلا أن عدد الأشخاص المقيمين فيها آخذ بالارتفاع.

وأوضح رئيس “مركز دراسات الهجرة والاندماج” في “الجامعة التركية – الألمانية” في إسطنبول (مراد أردوغان) أنه يولد يومياً في تركيا حوالي 395 طفلاً سوريا، معتبراً أن السوريين في تركيا يتحملون الجزء الأكبر من المعادلة الديمغرافية، قائلاً “خلال العشر السنوات المقبلة، ستكون التركيبة السكانية التركية في أيدي السوريين”.

وأضاف “هنالك 3.5 مليون لاجئ سوري مسجل، إلا أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. يوجد أيضاً حوالي 1,00 لاجئ أفعاني وعراقي – بشكل غير شرعي – يعبرون تركيا من الجنوب الشرقي يومياً”.

وأشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين آخذ في الارتفاع إلى حوالي 4 ملايين شخص، بعد أن كان قرابة 58,000 عند بداية الحرب في 2011.

كما توقع (أردوغان) أن يصل عدد السوريين في تركيا إلى حوالي ستة ملايين نسمة، وذلك خلال العقد المقبل. الأمر الذي سيجعل السوريين يشكلون على الأقل 7.5% من إجمالي عدد سكان البلاد. قائلاً “انخفض معدل المواليد في تركيا بسبب التمدن، إلا أن عدد المهاجرين الوافدين إلى تركيا يزداد بشكل حاد. وعلاوة على ذلك، تتسم هذه المجموعات بمعدلات إنجاب عالية. كما سيكون على الحكومة يوماً ما، لم شمل هؤلاء مع عوائلهم التي هي في سوريا، أو في أماكن أخرى خارجها” متوقعاً ألا يعود السوريون إلى وطنهم حتى بعد انتهاء الحرب، وحتى وإن فعلوا ذلك “فإن 50 طفلاً جديداً سيولدون بدال الـ 50 شخصاً المغادرين”.

قوى فاعلة في تركيا

ويشير الباحث إلى أن “المشكلة” تتفاقم في تركيا، بسبب نزعة الهجرة المتنامية، أو ما يعرف باسم نزيف الأدمغة، الذي يؤدي إلى هجرة الشباب الأتراك المتعلمين على نحو جيد، قائلاً: “إذا لم يكن لديك نفط أو ذهب، فأن ما تملكه هو رأس المال البشري، الذي يغادر حالياً” معتبراً أن خسارة شخص واحد متعلم على نحو جيد، يكلف أنقرة عشرة أضعاف تكاليف استيعاب مهاجر واحد.

في السياق، يشير تقرير المونيتور إلى ارتفاع عدد المهاجرين في تركيا، حيث وصل إلى 42.5% في 2017، بحسب الأرقام الرسمية الصادرة في أوائل أيلول الماضي.

وتوضح البيانات، أن النسبة الأكبر من المهاجرين 15.5% هي ممن تتراوح أعمارهم من 25 إلى 29 عاماً، تليها المجموعة العمرية من 20 إلى 24 عاماً والتي تصل نسبتها إلى 14.4%. وتشكل الفئة العمرية 30-34 عاماً نسبة تصل إلى 12.3%. وبعبارة أخرى، فإن المهاجرين المنتمين إلى جيل الشباب، يمثلون جزء هاماً من القوى العاملة في تركيا.

وفي غضون ذلك، استقبلت تركيا حوالي 466,333 مهاجراً، بزيادة تبلغ 22.4% عن 2016. هذا الرقم، بحسب التقرير يستبعد اللاجئين، الذين لهم وضع قانوني مختلف.

وينحدر معظم المهاجرين الجدد من العراق وأفغانستان وسوريا. أما إسطنبول، التي يقطنها 15 مليون نسمة، فتعد المكان المفضل للوافدين الجدد الباحثين عن الاستقرار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.