سوق “ميرزيفون”.. عنوان المنتجات التقليدية في أماسيا التركية

14 سبتمبر 2018آخر تحديث :
سوق “ميرزيفون”.. عنوان المنتجات التقليدية في أماسيا التركية

يعد سوق “ميرزيفون” من أقدم وأهم أسواق المنتجات التقليدية في ولاية أماسيا، شمالي تركيا، حيث يعود تاريخه لأكثر من 400 عام، ويتم فيه إلى اليوم مزاولة أنواع عديدة من الحرف اليدوية كتصنيع الأحذية، والخياطة، وبيع اللحوم.

ويعتبر السوق الواقع في منطقة “ميرزيفون” من أهم أقسام كلية قره مصطفى باشا التي تم بناؤها في القرن السابع عشر.

ويتضمن سوق ميرزيفون أقساما عديدة، مثل شارع الإسكافيين، وشارع الخياطين، وشارع الجزارين، وشارع بائعي المعجنات، فضلا عن بعض المهن اليدوية الآخذة بالاندثار، مثل النحاسين، والسراجين.

ويبلغ عدد المحلات في السوق التاريخي حوالي 300، يُحاول من خلالها التجار إحياء ثقافة المنتجات التقليدية، من خلال بيع البضائع في مجالات عديدة مثل الملابس والأغذية والأدوات المنزلية، فضلا عن المطاعم وقطاع الخدمات.

وبسبب موقع منطقة ميرزيفون الاستراتيجي، لعب السوق دورا كبيرا في تعزيز اقتصاد الولاية خلال عهد الدولة العثمانية، إذ كان يستقبل الكثير من القوافل التجارية في تلك الحقبة.

وقال رئيس بلدية ميرزيفون، للأناضول، إن سوق ميرزيفون يحمل أهمية حيوية من الناحيتين التاريخية والتجارية.

وأكد على أنه تم الحفاظ على النسيج العمراني التاريخي في السوق إلى يومنا هذا.

وأضاف في هذا الصدد “إن تجارة المنتجات التقليدية مهمة بالنسبة لنا بشكل كبير، إذ يمكن مصادفة كافة مجالات الحياة التقليدية في محلات هذا السوق، والبالغ عددها 300”.

وأردف “إن السوق يحمل مكانة قيّمة للغاية بالنسبة لنا، حيث يحتوي على الكثير من المهن المقاومة للاندثار، مثل محلات الحلاقين والخياطين والإسكافيين والمطاعم، وسط نسيج تاريخي قديم يرجع لحوالي 500 عام”.

وأفاد “كل مرة أشعر فيها بالتعب آتي إلى هذا السوق، حيث أجد هنا الحياة الحقيقة، والتقاليد الممتدة لقرون عديدة، فضلا عن حيوية اقتصادية كبيرة”.

وأكد على أن الأنشطة التجارية اليوم ما زالت مستمرة وفق العادات والتقاليد التجارية القديمة، حيث يقوم أحد التجار بتوجيه الزبون إلى جاره التاجر الذي لم يقم ببيع أية بضاعة منذ الصباح.

وشدد على أنهم يدركون حجم مسؤوليتهم أمام هذا النسيج العمراني التاريخي، داعيا كافة المواطنين لزيارة السوق برفقة عوائلهم، والتجول فيه حتى ولو لم يشتروا شيئا، لأنهم سيشعرون براحة كبيرة.

وأشار إلى أن بلديته تواصل العمل بجد للحفاظ على السوق بهدف توريثه بالشكل الأمثل إلى الأجيال القادمة.

أحمد ألاطاش، وهو خياط يعمل في السوق منذ 60 عاما، قال للأناضول، إن السوق يعتبر مصدر رزق أساسي بالنسبة لهم.

وأضاف “إننا في هذا السوق نعمل على إحياء التاريخ وثقافة تسوق المنتجات التقليدية، ونحمد الله كثيرا لأننا نجحنا في الحفاظ على السوق إلى يومنا هذا، مع الحفاظ على الثقافة التجارية القديمة السائدة هنا”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.