القدس في إسطنبول.. أنامل فلسطينية ترسم التزاوج المعماري ذو الهوى العثماني (تقرير)

13 سبتمبر 2018آخر تحديث :
القدس في إسطنبول.. أنامل فلسطينية ترسم التزاوج المعماري ذو الهوى العثماني (تقرير)

في منطقة الفاتح بقلب مدينة إسطنبول، بدت الحياة المقدسية والفلسطينية نابضة في لوحات فنية عن مدينة القدس، رسمتها أنامل 4 فنانات فلسطينيات.

أميرة الصوص، هبة الفتاش، رنيم الرازم وسندس الرجبي، فنانات شاركن مؤخرا في معرض “ألوان القدس”، بلوحات تصور البلدة القديمة بالقدس وسورها وآثار الحضارة العثمانية القديمة فيها، وتوثّق للهوى العثماني للمدينة المقدسة، ولتشابهها المعماري مع إسطنبول.

واستمر العهد العثماني في القدس لنحو 400 عام، اعتبارا من 1516 حتى الاحتلال البريطاني عام 1917.

** القدس وإسطنبول.. حكاية سحر عثماني

بلمساتهن الساحرة، ترسم الفنانات الأربع معالم القدس كما هي، بصورتها الصحيحة المتكاملة، بعيدا عن محاولات تحريف وتزوير الحقائق، والتي تتجلى في رسومات فنانين إسرائيليين يظهرون فيها القدس بمعالم مزورة وغير موجودة، من ذلك إخفاء المسجد الأقصى، وإظهار “هيكل سليمان” مكانه بلوحاتهم.

وفي حديث للأناضول، أكدت الفنانات الفلسطينيات أن هناك تقاربا كبيرا بين مدينتي القدس وإسطنبول، سببه البصمات الواضحة للحضارة العثمانية فيهما، وهو ما يتجلى في النواحي المعمارية والثقافية بهما.

ودللن على ذلك بالتشابه الكبير بين مساجد القدس وإسطنبول، علاوة على التشابه في بناء أسوار القسطنطينية وأسوار القدس، والزخرفات الإسلامية التي تزخر بها مساجد المدينتين.

أميرة الصوص (37 عاما) قالت إنها “شاركت في عدة معارض بمدينة القدس وخارجها، ولكن أكثرها كان في القدس”، مضيفة أن هذه هي أولى مشاركاتها بالمعارض الفنية بإسطنبول.

وأكدت الصوص أن “هناك تشابها كبيرا بين الحضارة في القدس وإسطنبول، ويرجع هذا إلى تأثير الحضارة العثمانية”.

وتابعت: “كان أساس المشروع أن نرصد الحضارة العثمانية (بالقدس) والتشابه بالقباب وحتى الحجارة نفسها”.

ولفتت إلى الشبه الكبير بين سور مسجد البلدة القديمة وسور القسطنطينية، معتبرة أن “هذا يؤكد على وجود حضارة عريقة وتبادل ثقافات وتبادل معماري وزخارف إسلامية (بين القدس وإسطنبول)”.

واعتبرت أن دورها كفنانة يكمن في نقل “مدينة القدس وحضارتها وتراثها من خلال الفن إلى العالم الإسلامي”.

وحول تجربتها بمشاركتها في معرض “ألوان القدس”، قالت الفنانة المقدسية: “كانت تجربة ومشاركة جميلة جدا، لوجود رسوماتنا بالواقع، يعني أن نكون أمام المشهد والأبواب والبناء المعماري وأبواب القدس فكنا ننقل الصورة كما هي”.

**عوائق داخل الأقصى

متحدثة عن العوائق التي يوجهها الفنانون المقدسيون، قالت الصوص: “نجد عدة عوائق عند دخولنا الأقصى، ومن بين رسوماتي من داخل المسجد الصخرة المشرفة وقبة السلسلة وعدة قباب”.

ولئن لم توضح الصوص “العوائق” التي تحدثت عنها، إلا أن الفنانة المقدسية هبة الفتاش، (25 عاما) فعلت ذلك بقولها: “نتعرض لمضايقات عديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.

ومثالا عما تقدم، أضافت الفتاش: “عندما نقوم بنقل اللوحات من مكان لآخر، نواجه مشكلة كبيرة على الحواجز، كما أننا لا نستطيع الدخول للمسجد الأقصى والرسم بحرية، فهذا شيء ممنوع”.

وكشفت أنه “في السابق، كان من الممكن أحيانا، بصعوبة بالغة، القيام بنشاطات فنية بالمسجد الأقصى، ولكن الآن ألغى الاحتلال كل هذا، وبات من غير المسموح لنا إدخال أي أدوات فنية للمسجد، وإلا سيعتبرونها شيئا مخيفا بالنسبة لهم، ولا أعلم لماذا؟!”.

وأضافت: “نحاول قدر الإمكان أن نوثق المعالم في مدينة القدس كما هي بصورتها الصحيحة، وهناك أحيانا محاولات للتشويش ولتزوير الحقائق في القدس خصوصا للسياح”.

وتابعت: “نريد أن نعرض القدس بصورتها الحقيقية، في ظل وجود فنانين إسرائيلين يرسمون القدس بمعالم مزورة أصلا، وغير موجودة، يخفون المسجد الأقصى ويضعون الهيكل في لوحاتهم، نريد أن نكون حركة مضادة لهم”.

وأردفت: “وجدنا تقاربا كبيرا بين مدينتي القدس وإسطنبول من النواحي المعمارية والثقافية، ويوجد تشابها كبيرا في بناء سور القسطنطينية وسور القدس، والمساجد تتشابه بشكل كبير بفنها المعماري والزخرفة الإسلامية”.

بدورها، قالت الفنانة المقدسية رنيم الرازم (25 عاما): “نعمل على العديد من المشاريع، بهدف زيادة التبادل الثقافي والفني الجميل، بين الحضارتين”.

وأضافت: “خلال إقامتنا في إسطنبول، ذهبنا إلى أماكن تاريخية عديدة، ولاحظنا جمالية البناء فيها، وأيضا المساجد والمآذن والأزقة التي توجد في إسطنبول، تتشابه إلى حد بعيد مع الأخرى الموجودة في القدس”.

**إسطنبول “الملهمة”

من جانبها، تحدثت الفنانة المقدسية سندس الرجبي (28 عاما)، عن معرض شخصي سبق وأقامته بالمدينة التركية.

وقالت الرجبي: “بداية العام الجاري، أقمت معرضي في إسطنبول، وكان يضم تقريبا 35 عملا فنيا لي، يحاكي بين مدينة إسطنبول ومدينة القدس، ويعرض التشابه المعماري والفني والثقافي بين المدينتين”.

وأضافت “مدينة إسطنبول كانت جدا ملهمة، ومنحتني روحا كبيرة لأعبر عن الحب الذي وجدته بين الشعبين الفلسطيني والتركي، من خلال هذا المعرض الشخصي”.

ولفتت إلى أنها وجدت تفاعلا كبيرا من قبل الشعب التركي، قائلة: “يسألوني عن الأماكن التي لا يعرفونها، وعن الصناعات المرسومة في اللوحات، وقد كان هناك وجه آخر للمدينة وللجمهور القادم لرؤية اللوحات”.

والشهر الماضي، إنطلق بمدينة إسطنبول التركية معرض “ألوان القدس”، بلوحات تصور البلدة القديمة في القدس وسورها والحضارة العثمانية القديمة هناك.

ونظم المعرض الذي استمر لـ20 يوما، جمعية “وقت القراءة” التركية (غير حكومية)، بالتنسيق مع جمعية “برج اللقلق” الفلسطينية (غير حكومية).

المصدر: الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.