محلل عسكري: في هذه الحالة فقط يمكن لتركيا السماح بترك إدلب لروسيا و”نظام الأسد”

30 يوليو 2018آخر تحديث :
مدينة إدلب
مدينة إدلب

رأى المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي العميد الركن أحمد رحال، اليوم الاثنين، أن تركيا ستسمح بعملية عسكرية للنظام وروسيا بإدلب في حالة واحدة، ناصحًا قادة الفصائل العسكرية بإتخاذ سلسلة من الإجراءات لحماية المناطق المُحرَّرة.

وقال “رحال” في حديث خاص لـ”شبكة الدرر الشامية”: “من الممكن أن تقدم موسكو مغريات لتركيا بإبعاد شبح خطر الميليشيات الكردية عن حدودها والذي يُهدِّد أمنها القومي في مقابل استعادة إدلب وما حوالها، وعندها سنرى تحولًا في الموقف التركي”.

وأضاف المحلل العسكري: “بالتالي نحن نقول: أن الضامن التركي نحترم كلامه وعهوده وإنما نصيحتنا إلى قادة الفصائل أن نتعامل مع تركيا من منطلق تقاطع المصالح”.

وتابع “رحال”: “في النهاية قرار الحرب وقرار السلم بالداخل في يد الشعب السوري المتواجد في هذه المناطق، وألا تتكرر مأساة الجنوب عندما قرر قادة عسكريين وسياسيين الإطاحة بكل تضحيات وجهود شعبنا في حوران”.

وحول إمكانية شنّ روسيا عملية عسكرية بإدلب، أوضح أن الأمر يتوقف على مصالح موسكو، فإذا رأت أن مصالحها ستتحقق باستعادة السيطرة على المنطقة عسكريًّا فعندئذ ستضحي بكل علاقاتها مع تركيا، أما إذا كانت النتائج سلبية عليها فستوقف الهجوم على المنطقة”.

وأردف “رحال”: “الوضع حاليًّا واضح من تصريحات رئيس العصابة في دمشق أو ما نقل عن وكالة سبوتنيك الروسية بأن هناك خطرًا يهدد قاعدة حميميم في الساحل السوري من الإرهاب في مناطق الشمال وجسر الشغور، فالأمر بين بأن هناك توجهات روسية لإعادة الجغرافية السورية لنظام الأسد”.

ورغم ذلك، أكد المحلل العسكري أن “إدلب والمناطق المُحرَّرة عمومًا في شمال سوريا تخضع لتوافقات تركية – روسية، وهناك تعهدات أعطتها أنقرة لموسكو في محادثات في أستانا بالقضاء على هيئة تحرير الشام أو (جبهة النصرة)”.

ومضى المحلل العسكري، قائلًا: “تركيا عملت هذا من منطلق سياسي بالطرق الدبلوماسية لاحتواء (الهيئة) لإيجاد حل لهذا الملف وابتعدت قدر الإمكان عن الحل العسكري لأنها تدرك تمامًا بأنه لا يمكن للبندقية التركية أن تعمل في الداخل السوري أو في منطقة يتواجد فيها نحو 3.5 مليون سوري”.

وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس التركي الأخيرة بشأن إدلب، قال “رحال”: “تصريحات (أردوغان) الأخيرة غاية في الخطورة؛ فعندما قال إن أي عمل عسكري على إدلب فهذا سيؤدي إلى انهيار أستانا، فهذا معناه أنه وصلت معلومات له بأن هناك عمل عسكري يحضر له في الشمال”.

وأكمل “رحال” قائلًا: “عندما يقول -أردوغان- اليوم إننا نرفض أي هجوم على إدلب فهذا يدل أن هناك أشياء تفوق قدرة تركيا، لذلك اعتقد أن خطر شنّ عمل عسكري على المنطقة أكبر من أن تمنعه أنقرة”.

وكان رئيس النظام بشار الأسد، تحدث في أكثر من لقاء صحافي عن بدء استعداد قواته للتجهيز لعمل عسكري ضد المعارضة في إدلب لاستعادتها؛ حيث تطابق ذلك مع تقارير إخبارية روسية تفيد بإمكانية منح موسكو الضوء الأخضر للنظام لاستعادة إدلب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.