رغم الشهرة الواسعة التي يحظى بها “الكمأ” أو “الفقع” في الدول العربية، فإنه لا يكاد يُعرف بتركيا سوى في بعض قرى مدينة “قونية” وسط الأناضول.
قناة الجزيرة القطرية رصدت في تقرير لها، الوسائل التي يتبعها القرويون الأتراك للعثور على “الكمأ” في التلال، والذي يسمونها “دومَلان”.
ويظهر في التقرير بائع تركي يدعى “فهمي كرامير” يحاول إقناع زبائنه بجودة وتميّز الكمأ الذي يبيعه، هذا بالنسبة لمن يعرف الكمائن، أما الكثيرون الذين لم يسمعوا به من قبل، فيعرّف لهم هذا الفطر الموسمي بأنه معجزة وهبة من الله تنمو في باطن الأرض دون بذور.
فباستثناء محافظة قونيا وبعض المناطق القريبة منها، ما لا يعرف الأتراك الكمأ ولا وجود له في مطبخهم التقليدي، وربما يفسر هذا سعره الذي لا يتجاوز العشرين دولارا في أسواق قونية بينما يتخطى أضعاف ذلك خارج تركيا.
ويقول البائع فهمي إن “كيلوغرام اللحم بأربعين ليرة وكيلوغرام الكمأ بـ70 وهذا مبلغ كبير بالنسبة لمن لا يعرف الكمأ أما عشاقه فلا يترددون في دفع أي ثمن بينما يبحثون عنه في القرى بأنفسهم”.
مراسل الجزيرة رافق أهالي قرية تركية في قونية، للبحث عن الكمأ، في مغامرة يصفونها برحلة صيدٍ برية شاقة، فالحصولُ على وجبة دسمة من هذا الفطر قد يستغرق ساعات طويلة من البحث المضني.
ويقول المزارع التركي “موسى شفق”، الذي يحترف البحث عن الكمأ منذ نحو ثلاثين عاما، إن رحلته تبدأ بالعثور على نبتة يسمونها عشبة الكمأ وتدلهم على وجوده في تلك المنطقة.
ويُضيف: “حين تكون التربة جافة قد يظهر تشقق بسيط على السطح أما إذا كانت رطبة فقد تلاحظ نوعا من الانتفاخ فيها، وهناك نتحسس الأرض بأقدامنا وبسبب خبرتنا نشعر بالكمأ ونحفر هناك”.
ويتوقع القرويون أن يكون محصول الكمأ هذا العام قليلا بسبب قلة الأمطار التي نزلت في فصلي الخريف والربيع الماضيين، فهي ضرورية لنمو هذا الفطر الذي لا يرى فيه كثيرون هنا طعاما فقط بل يعتقدون أيضا أنه نبتة صحية وعلاج لكثير من الأمراض.
المصدر: ترك برس