تحتضن بحيرة “بيشهير” في ولاية قونيا وسط تركيا أكثر من مائة نوع من الطيور في كل الفصول، حيث تعد المنطقة جنة للطيور فيها تتغذى وتتكاثر.
وقال رئيس قسم مراقبة الطيور في جامعة “سلجوق” التركية، مصطفى أرسلان، للأناضول، إن “الأراضي الرطبة والخصبة على ضفاف بحيرة بيشهير تحتضن أنواعا عديدة من الطيور”.
وأضاف أن “بيشهير هي أكبر بحيرة للمياه العذبة في تركيا، ومحطة مهمة لأعداد كبيرة من الطيور والحيوانات من أجل الراحة والتكاثر”.
** أيام الصقيع
“خلال الشتاء تشهد البحيرة ظروفا مناخية قاسية، لوقوعها على ارتفاع 1121 مترا عن سطح الأرض”، وفق الأكاديمي.
وأوضح أرسلان أن “تجمد مياه البحيرة يؤثر سلبا على بعض أنواع الطيور”.
وتابع: “أنواع من الطيور تهاجر إلى الأراضي الرطبة بسبب الصقيع، وأخرى تتجمع في الوديان لإنقاذ حياتها خلال هذه الفترة”.
وتحتضن المنطقة طيورا متنوعة، منها، وفق ارسلان: “الطيور المائية والساحلية والرملية، لاسيما البط والغاقيات والنورس والخطاف وآكلات السمك، وغيرها”.
وأردف أنه “تعيش على ضفاف البحيرة طيور مائية متنوعة تفيد المعطيات بتغير أعدادها بحسب السنوات، وهي تتراوح بين 17 و24 في البحيرة”.
** مستوى المياه
ولبحيرة “بيشهير” وضع خاص في فصل الربيع، إذ يتزايد عدد الطيور وأنواعها.
وقال أرسلان: “بعض المصادر تفيد بوجود بين 153 و181 نوعا من الطيور في البحيرة خلال الربيع”.
وتابع: “وفق دراسات نجريها منذ عشرين عاما يعيش في المنطقة 185 نوعا من الطيور، ويمكننا بسهولة رؤية 100 طائر هذا الموسم”.
وحول العوامل المؤثرة على تنوع الطيور في المنطقة خلال فصل الصيف، قال أرسلان إن “انخفاض منسوب المياه هو أهم عامل يؤثر سلبا على أنواع الطيور”.
وأوضح أن “مستوى المياه يؤثر على مدة بقاء الطيور في المنطقة من جهة وتنوعها من جهة ثانية”.
وتابع: “في عام 2012، وصل مستوى المياه في بيشهر إلى أعلى نقطة له منذ سنوات، ما أدى إلى اتساع رقعة المناطق التي تحتض الطيور المائية”.
واستدرك: “بينما قبل 2012 أثرت مستويات المياه المنخفضة بشكل سلبي على أنواع الطيور”.
وفي كل عام تتوافد على منطقة بحيرة “بيشهير” أعداد كبيرة من الطيور، على رأسها اللقلق والفلامينغو.
وتأتي هذه الطيور من مناطق مختلفة، لتضع بيضها وتنتظر فقسها، ثم ترعى الفراخ الصغيرة إلى أن يشتد عودها وتصبح قادرة على خوض رحلة الهجرة مجددا.