صحيفة: مخاوف الأمريكيين من امتلاك تركيا منظومة دفاع روسية متطورة

23 يونيو 2018آخر تحديث :
إعلان
صاروخ
صاروخ

تناول تقرير أعدته صحيفة “عربي21” الإلكترونية، أسباب الخشية الأمريكية من التقارب التركي الروسي وإصرار أنقرة على شراء منظومة دفاع متطورة من موسكو، فضلًا عن مستقبل العلاقات التركية الأمريكية، وسقف التهديدات في حال امتلاك تركيا للمنظومة الدفاعية.

وأشار التقرير الى أن إصرار تركيا، على شراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية “أس-400″، يثير مخاوف الولايات المتحدة، حتى وصلت حد التهديد في بعض المحطات، للحيلولة دون امتلاك أنقره لتلك المنظومة.

واعتبر أن الصفقة التركية الروسية، هي الأكبر مع دولة ضمن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويشكل عقدها خطة سياسية هامة في العلاقات التركية الروسية، التي لا تريدها الولايات المتحدة كما قال محللون.

المحلل السياسي المختص بالشأن التركي علي باكير، قال إن أسباب الخشية الأمريكية تتعلق بالبعد السياسي للموضوع، فشِراء المنظومة الروسية يقرب تركيا من روسيا، وهو ما لا تريده أمريكا ويثير مخاوفها.

وأضاف باكير أن هناك أبعادا أخرى منها ما هو دفاعي وتجاري، لافتا إلى أن شراء أنقرة، العضو في حلف شمال الأطلسي، منظومة دفاعية روسية يثير علامات استفهام حول مدى التزام الحلف بحماية أعضائه، وهو الدافع الأساسي وراء محاولة منع حصول تركيا على منظومة دفاعية أمريكية على سبيل المثال.

إعلان

أما عن البعد التجاري، فقال باكير إن واشنطن تحاول الضغط على الدول الحليفة التي تسعى إلى شراء هذه المنظومة الروسية لأنّ ذلك سيتم عادة على حساب شراء هذه الدول لمنظومات دفاعية أمريكية، وبالتالي، فكلما ازدادت حصة روسيا السوقية لدى حلفاء واشنطن في ما يتعلق بهذه المنظومة الدفاعية تقلّص حجم الحصة الأمريكية.

وحول إصرار تركيا على امتلاك المنظومة الدفاعية من روسيا، أشار باكير، إلى أن تركيا لم تكن مصرة في البداية على شراء المنظومة، إلا أنها تحتاج إلى تأمين نظام دفاع صاروخي طويل المدى، وهو الأمر الذي تفتقد إليه في هذه المرحلة.

ولفت إلى أن تركيا، سبق لها أن أجرت مناقصات عدة خلال العقد الماضي، وشملت المناقصات دولا مثل أمريكا وأوروبا والصين وروسيا، لكن في كل مرحلة كانت هناك مشكلة تحول دون تلبية متطلبات الجانب التركي الذي كان يركز على فاعلية النظام، وقيمته المالية، ونقل التكنولوجيا.

وأوضح باكير أن العرض الروسي شكل بالنسبة لتركيا أفضلية عن دول أخرى، فتركيا لا تريد الشراء فقط وإنما تريد المشاركة في الإنتاج ونقل التكنولوجيا، وهو الأمر الذي لا يتوافر في أي من العروض التي جاءت من الدول الأخرى، حيث وافقت روسيا على تقديم تسهيلات مالية وعلى الإنتاج المشترك في المرحلة الثانية.

وحول تأثير الصفقة الروسية التركية، والوسائل الأمريكية في منع تركيا من امتلاك المنظومة، قال باكير، إن واشنطن تحاول لي ذراع تركيا من خلال الوسائل المتاحة سواء عبر التهديد بحجب مقاتلات (أف-35) عنها، أم بالتهديد بتقليص التعاون الدفاعي إذا ما حصلت أنقرة على المنظومة الدفاعية الروسية أو حتى التهديد بفرض عقوبات على تركيا.

وأشار إلى أن واشنطن بسياستها السلبية تجاه تركيا، ساهمت في دفع الأخيرة باتجاه روسيا، لافتا إلى أنه يتوجب على أمريكا أن تقبل الخطوة التركية، كي لا يخسروا تركيا التي لن تلغي الصفقة.

من جهته قال الأكاديمي التركي بيسان وهبي، إن السبب الرئيسي الأمريكي، في عدم الرغبة في امتلاك تركيا لتلك المنظومة، تتمحور في عدم رغبة واشنطن في توجه تركيا إلى محور روسيا، خاصة في الملف السوري.

وأشار وهبي إلى أن هناك بعض الإشكاليات بين تركيا وأمريكا بخصوص شراء أسلحة ثقيلة مثل أف-35، وأمريكا تؤجل تسليمها، لذلك اتجهت تركيا لشراء المنظومة من روسيا، كسوق جديد لها، مؤكدا عزم تركيا ليس فقط على الشراء، بل وعلى المشاركة أيضا مع روسيا في تطوير المنظومات الدفاعية كـ”أس-500”.

في السياق، يرى غريغوري كوبلي، رئيس تحرير الطبعة الأمريكية من مجلة Defense & Foreign Affairs أن من غير الواضح بعد مدى جدية واشنطن في عرقلة الاتفاق بين تركيا وروسيا.

وأضاف كوبلي أن “لدى الولايات المتحدة العديد من الأدوات للضغط على أي بلد. على سبيل المثال، فإن تركيا تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الأمريكية”، وذلك، في رأيه، يمكن أن يكون قاتلا لصناعة الطيران والفضاء في تركيا، وقد يؤدي في النهاية إلى شلل في عمل المطارات التركية.

ومع ذلك، قبل الضغط إلى هذا الحد على أنقرة، سيكون على واشنطن الاتفاق على ذلك مع الاتحاد الأوروبي. فقد تعاني مصالح بلدان الاتحاد الأوروبي، وثيقة الصلة بالاقتصاد التركي، من العقوبات الأمريكية على أنقرة”.

وذكرت صحيفة حرييت التركية، أن واشنطن طلبت من أنقرة عدم استخدام منظومة الصواريخ “إس – 400” وعدم نشرها على الأرض، حتى لو أتمت صفقة شرائها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.