وكأنك في مشهد ضمن “فيلم وثائقي” عن الطبيعة، حينما تقوم بجولة على نهر “قادين أزماغي” وضفافه، في ولاية موغلا، جنوب غربي تركيا.
ويقع النهر في بلدة “آق قايا” التي توصف بـ”المدينة الهادئة”، في قضاء “أولا”، وهو أشبه بحديقة حيوانات مائية، بمياهه البراقة النظيفة، حيث يستقطب سنويا أكثر من مليون سائح محلي وأجنبي.
وتضم المنطقة ذات الطبيعة الخلابة عشرات الأنواع من الحيوانات انطلاقا من ثعالب الماء، وصولا إلى السلاحف البحرية، وأنواع عديدة من الأسماك، وغطاء متنوع من النباتات، بعضها ينمو في بيئة استوائية.
ويحرص السياح على رؤية هذه الأنواع من الحيوانات والنباتات من خلال جولات في النهر على متن القوارب والزوارق.
وبات النهر ذو المياه العذبة الباردة، نقطة جذب للسياح البريطانيين، على وجه الخصوص في الأعوام الأخيرة، نظرا لجمال المنطقة.
وفي تصريح للأناضول، قال رئيس بلدية “أولا”، أوميت قره أرصلان، للأناضول، إن مديرية البيئة والتخطيط العمراني، تشرف على النهر.
ولفت إلى أن البلدية تبذل ما بوسعها للحفاظ على جماليات “أق ياقا” التي تحمل لقب “المدينة الهادئة”.
وأوضح أن شركة مقامة بالتعاون بين “وقف خدمة موغلا” و”وقف حماية البيئة في تركيا” تتولى إدارة استخدام النهر، الذي يستقبل سنويا مليون زائر على الأقل.
وأكد قره أرصلان، أن الإقبال المتزايد من السياح الأجانب في الأعوام الأخيرة، ولا سيما البريطانيين، زاد من شهرة ولاية “موغلا” وتركيا كوجهة سياحية عالمية.
بدوره، قال شادي يلماز، الذي ينظم رحلات بالقوراب في النهر، إنه في الأعوام الماضية كان لديه زبائن من الهند وفلسطين، بينما في العام الحالي فإن غالبية السياح الذين يزورون المنطقة من الروس والبريطانيين.
من جهته، قال مصطفى أردوغان، إنهم ينظمون أسبوعيا جولتين من بلدة مرمريس السياحية إلى النهر.
وأردف: “المكان هنا كحوض أسماك طبيعي، حيث يمكنكم رؤية كل شيء في الماء”.
ولفت إلى أن السياح ينبهرون بالمكان. وذكر أن كافة زبائنهم حاليا هم بريطانيون.
طونجاي دينجاي، الذي يعمل في تنظيم الرحلات السياحية، أكد أيضا وجود إقبال لافت من السياح البريطانيين، على زيارة المنطقة.
وأوضح أن السياح البريطانيين، يفضلون زيارة المنطقة في الأوقات الهادئة، على غرار شهر رمضان، وعقب إغلاق المدارس.
وأردف قائلا: “نهر قادين أزماغي من أجمل مناطق العالم نظرا لكونه محمية بيئية ويحظر الصيد فيه وتعيش فيه أنواع عديدة من الأسماك مثل البوري، وسمك الثعبان”.
ولفت إلى وجود نحو 300 نوع من النباتات التي تغطي المنطقة، فضلا عن حيوانات متنوعة مثل السلاحف والبط والإوز، مضيفا” إنه مكان أشبه بفيلم وثائقي”.
أما السائحة البريطانية ليندا مايكل، القادمة مع ابنتها إلى مرمريس، فقالت ” لقد أحببنا آق قايا كثيرا، ونشارك سنويا في رحلتين إلى نهر كادين أزماغي، إنه مكان رائع ومثير للاهتمام”.