فلسطين تصوِّت لزعامة أردوغان .. بقلم الدكتور أحمد يوسف

20 يونيو 2018آخر تحديث :
إعلان
أردوغان
أردوغان

يبدو أن الانتخابات التركية تتجاوز أبعادها الجغرافية والعرقية، حيث يتعاظم الاهتمام العربي والإسلامي بنتائجها، كما نشعر نحن الفلسطينيين وكأنها انتخابات تخصنا، وأي مؤشرات لغير فوز العدالة والتنمية والرئيس أردوغان هي خسارة فادحة وموجعة لنا، حيث إن تركيا في المشهد الإقليمي هي نصير استراتيجي لقضيتنا، والدولة القوية في السياق الإسلامي التي نعوِّل عليها لاستعادة وحدة الأمة وكرامتها.

إن الشارع الفلسطيني بشكل عام متعاطف تاريخياً مع تركيا أردوغان، ويرى أن مواقفها السياسية تقف بقوة إلى جانب قضيتنا، كما أن سياسات هذا البلد الإسلامي بزعامة أردوغان كانت دائماً تستنكر وتندد بالإجراءات الإسرائيلية العدوانية على شعبنا؛ سواء خلال الحرب على قطاع غزة أو الاعتداءات على المسجد الأقصى.

إن تركيا أردوغان في المشهد العربي والإسلامي هي الدولة التي تمتلك رجولة المواقف لتتحدى إسرائيل، وتنتقد بقوة سياسات أمريكا العدائية المؤيدة لدولة الاحتلال الاسرائيلي.

يقولون إن “الإنسان موقف”، فشعبنا الفلسطيني لن ينسى “غضبة أردوغان” في دافوس بسويسرا في كانون الثاني 2009، حين وقع العدوان على قطاع غزة، وكانت كلمته المدوية في مواجهة ادعاءات شمعون بيرس، واتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية ضد أطفال ونساء فلسطين، وكذلك ردة فعله الثائرة حينما اعتدت البحرية الإسرائيلية على سفينة كسر الحصار “مافي مرمرة” في ايار 2010، والتي استشهد فيها عشرة متضامنين أتراك، وحرَّكت تركيا من أقصاها إلى أقصاها نصرة لأهل فلسطين، وطلب الثأر للشهداء، وكانت تهديداته التي أجبرت حكومة نتنياهو على الرضوخ للشروط التي طالبت بها تركيا، والمتمثلة بإعادة السفينة وإطلاق سراح ركابها، والاعتذار؛ إضافة لدفع عشرين مليوناً كتعويض لدماء الشهداء.

إن الفلسطيني لن ينسى لتركيا أردوغان دعمها الكبير إغاثياً وإنسانياً لشعبنا، وخاصة في جهود إعادة الإعمار، وتعهد عشرات الآلاف من الجرحى والأيتام، من خلال العديد من المؤسسات العاملة في قطاع غزة، مثل: وكالة التعاون والتنسيق التركية (TIKA)، وهيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات (IHH)، والهلال الأحمر التركي، وجمعية يد المساعدة التركية…الخ

إعلان

وتعبيراً عما يكنه شعبنا من حب وتقدير لتركيا أردوغان، أتذكر كيف سهرنا ليلة 15 تموز 2016، حيث كنا نتابع بقلق شديد مشهد المحاولة الانقلابية، ونبتهل إلى الله أن يرد سهام كيدهم وتآمرهم بالفشل الذريع.. كم شعرنا بالارتياح الكبير مع هبِّة الشعب التركي دفاعاً عن الرئيس أردوغان، وهزيمة جنرالات العسكر وانتصار الحياة الديمقراطية. وعند الفجر، كبَّرت مساجد فلسطين، وانطلقت في الصباح مسيرات التأييد لأردوغان في شوارع غزة وميادينها.

نعم؛ إن شعبنا ينتظر دعماً أكبر من تركيا أردوغان لقضيتنا، ولكننا نتفهم حجم القيود وحدود التحرك في ظل تواطئ غربي وانحياز شبه كامل لإسرائيل، مما يجعل يد تركيا مقيدة، ولا تستطيع تقديم كل ما يتطلع له شعبها من إمكانيات الدعم والنصرة، وخاصة مع حالة الخذلان التي عليها الكثير من الدول العربية للقضية الفلسطينية.

الانتخابات التركية.. تمنيات فلسطينية لأردوغان

في محاولة لاستطلاع رأي الفلسطينيين حول الانتخابات التركية، فإن ما شاهدناه عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن نسبة التأييد لحزب العدالة والتنمية (AK Party) والرئيس أردوغان عالية، كما أن من تحدثنا معهم من النخب والكوادر الإسلامية، وجدنا أن هناك لديهم إجماعاً في الرؤية بأن التمكين للحزب ذي التوجه الإسلامي والرئيس أردوغان هو كسب للقضية الفلسطينية من ناحية، وللأمة الإسلامية من ناحية أخرى.

سنعرض لعدد من وجهات النظر الفلسطينية، والتي وصلتنا مواقفها حول الانتخابات التركية في 24 حزيران القادم، حيث جاءت إجاباتهم على النحو التالي:

– الأستاذ محمود مرداوي؛ أسير محرر قيادي وناشط إعلامي، أشار بأن تركيا تشكل أهمية بالغة بالنسبة لفلسطين، وأن موقف تركيا من قضيتنا بالغ الأهمية لمكانة تركيا الجيوسياسية في المنطقة، والدور الذي تلعبه في المنطقة.. وأضاف: إن من يعود للوراء يستحضر كيف أن “ابن غوريون” عندما واجه دول الطوق بحث عن وسيلة لاختراق الدائرة الثانية لفلسطين، فأقام علاقة مع تركيا وإيران وإثيوبيا في السبعينيات من القرن الماضي، الأمر الذي ضغط على الموقف العربي في مواجهة المشروع الصهيوني وأثرَّ عليه.

لكن تركيا اليوم وفي ظل حكومة حزب العدالة والتنمية تتبنى موقفاً داعماً ومسانداً ومبادراً لصالح القضية الفلسطينية، وأن الذي يقود هذا الاتجاه هو الرئيس رجب طيب أردوغان.. نعم؛ الدعم التركي كبير نسبياً، ولكنه أقل من المستوى المطلوب، ولا يرقى لطموح الفلسطينيين وحاجة قضيتهم، لكنه – بدون شك – متميز بالمقارنة مع الدول الأخرى. لذا، فإن انتخاب أردوغان رئيساً لتركيا مجدداً يخدم القضية الفلسطينية في المجال السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، كما يعزز من الموقف الدعم لنا ولأمتنا بشكل أفضل.

– الشيخ أحمد مسمح؛ طالب دكتوراه مقيم في تركيا، أكد بأن القضية الفلسطينية استفادت كثيراً من تركيا كدولة لها وزن دولي وإسلامي، وثقل سياسي في المحافل الدولية كلسان ناطق بمظلومية الشعب الفلسطيني، حين تراجع – للأسف – دور دول عربية وازنة، بما تمتلكه تركيا من تاريخ وثيق الصلة بفلسطين، وتعتبر تركيا ذلك واجباً عليها وليس منَّة وفضلاً أن تدعم فلسطين كقضية إسلامية وهي واقعة تحت الاحتلال الصهيوني. لذلك، فإن الانتخابات التركية تهم الشارع الفلسطيني، كما أنهم ينتظرون ماذا سيتمخض عنها، ومن سيكون في كرسي الحكم؛ لأن ذلك سينعكس سلباً أو إيجاباً على القضية الفلسطينية.

وأنا كفلسطيني مقيم في تركيا، واتابع الشأن الفلسطيني والتعاطف التركي في شتى المجالات، أتمنى أن يفوز أردوغان بالرئاسة؛ لأنه طالما أن هناك زعيماً في تركيا بحجم أردوغان فالقضية الفلسطينية بخير، مقابل ما أراه من تساهل وتفريط وبيع علني للقضية الفلسطينية من بعض الأشقاء العرب.

وأضاف بأن تراجع الزعامات العربية والإسلامية قد أعطى أردوغان فرصةً أن يستلم زمام قيادة الأمة، وقد رأينا ذلك واضحاً عند نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حيث قام بإعطاء التعليمات بطرد السفير الإسرائيلي من أنقرة، ودعا إلى قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وسمح بالاحتجاجات المليونية التضامنية مع الفلسطينيين، وكانت خطاباته تشي بالزعامة والمقدرة على تحقيق شيء على الأرض، في ظل حالة من التخاذل والمهانة التي عليها – للأسف – بعض قيادات أمتنا العربية والإسلامية.. إن أردوغان يقدِّم لنا النموذج الإسلامي الحقيقي، وليس المزيف والمحاط بالشعارات والمؤسسات الوهمية.. إن تركيا مقبلة على مرحلة حساسة في تاريخ الأمة، ولا بد أن يقودها زعيم بمكانة أردوغان ورجولته.

– الأستاذ عماد أبو الروس؛ كاتب ومحلل سياسي، أوضح بأن الانتخابات التركية مهمة جداً للعرب بشكل عام، وخاصة السوريين والفلسطينيين، كون أن الأحزاب الأخرى المعارضة لأردوغان تتبع في سياساتها لأجندة غربية ومنها أمريكية.

إن شخصية أردوغان وحزبه أعادا إلى الذهن التركي أهمية القضية الفلسطينية، كما أن الاهتمام التركي في ظل حكم العدالة والتنمية بالقضية الفلسطينية – رسمياً وشعبياً – يختلف تماماً عما سبق، حيث كان الأتراك – وحتى وقت قريب – لديهم فكرة بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود، وأن هجرة الـ48 تمَّت طواعية!! ولكن مع انتشار المؤسسات التركية الداعمة لفلسطين، وجميعها مؤسسات تابعة للعدالة والتنمية، اختلف هذا التوجه عند الأتراك.

وأضاف: إن أردوغان يمتلك كاريزما قلَّما نراها عند القادة العرب؛ وفوزه في الانتخابات هو رافعة وصمام أمان للأمة الإسلامية، وتركيا أردوغان تمثل اليوم نموذج الإسلام المعتدل، بعيداً عن أي صناعات أمريكية وغربية.

– وسام أبو شماله، باحث بوزارة الثقافة، أكد قائلاً: إن نتائج الانتخابات التركية هامة، خاصة بعد المواقف المتكررة لأردوغان الداعمة للقضية الفلسطينية.. فرغم انتظار الفلسطينيين دعماً أكبر من تركيا أردوغان، إلا أن ما تقدمه الآن هو بالتأكيد سيكون أفضل من أي حزب آخر قد يفوز بالانتخابات القادمة، حيث إن المخاوف لا تقتصر على تناقص الدعم والتأييد، بل ربما إعادة العلاقة مع الاحتلال لسابق عهدها، أي لما كانت عليه قبل تولي حزب العدالة والتنمية حكم تركيا. لذا، فإن تطلعاتنا هي أن يفوز أردوغان دون أن نتخاصم مع أي جهة تركية أخرى، فالمطلوب فلسطينياً هو تعزيز العلاقة مع كل مكونات الأمة وتوجهاتها وتوحيدها تجاه قضيتنا، بغض النظر عن خلفيتها الأيديولوجية. بصراحة؛ يبقى أردوغان هو زعيم تركيا بالأساس، وهو يمثل نموذجاً لحاكم تركي بمرجعية إسلامية متنورة، وقد استطاعت تركيا أردوغان أن تتعايش مع العلمانية، كما أنها تجربة ثرية، ويجب على الحركات الوطنية والإسلامية الاقتداء بها ومحاكاتها على حدٍّ سواء، كما يجب التعامل معها كنموذج وطني تستفيد منه كل الحركات الساعية للتغيير والحرية والديمقراطية.

– الأستاذ معاذ العمودي، طالب دكتوراه وإعلامي متميز، أشار إلى أن حماية النموذج الإسلامي ليس مهماً كثيراً، حيث أثبتت العولمة الحاصلة أنه لا علاقة بين التنمية والتقدم وبين الدين، فالتنمية تقوم على الحنكة والعمل الجماعي ومحاربة الفساد وليس على الأيديولوجيا. وأضاف: إن نتائج الانتخابات – بصفتي أعيش في تركيا – تهمني كثيراً، وأنا اتابع الدعاية الانتخابية اليومية بشكل متواصل، وأتمنى حقيقةً فوز أردوغان، لما يتمتع به من كاريزما قوية، وكونه يمثل سنداً وحامياً شديد المراس للملف الفلسطيني. وفيما يتعلق بزعائمية الأمة، فأنا أعتقد بأنه مصطلح قد تقادم، فلا أمة حتى يكون فيها زعامة، وقد فتَّت الجغرافيا السياسية ومستحدثات الثورات الصناعية ما تبقى من مفهوم أمة، لكنني أرى فيه رجلاً قادراً على صياغة تحالفات تفيد تركيا في المقام الأول والدول الإسلامية، وهذا سينعكس بالتأكيد إيجاباً علينا وعلى قضيتنا.

إعلان

– الأستاذ وائل المبحوح، باحث ومحلل وكاتب في شئون الحركة الإسلامية، قال: بالطبع أنا كفلسطيني مهتم بهذه الانتخابات، خاصة وأن تركيا الآن تبدي اهتماماً كبيراً بقضيتنا وخاصة حالة قطاع غزة.

إن انعكاسات هذه الانتخابات على القضية الفلسطينية يأتي من باب سياسة المحاور والتحالفات القائمة حالياً، حيث إن أي تغيير في الخارطة السياسية التركية ربما ينعكس سلباً على هذه السياسة، وبالتالي تتضرر المصالح الفلسطينية بخسارة حليف قوي ومناصر أمين. وأضاف: أنا أتمنى عدم تغيير تلك الخارطة، وأن يبقى أردوغان وحزبه على رأس المشهد السياسي التركي.. إن أردوغان كزعيم أثبت أحقيته على المستويين المحلي والدولي، وبالتالي هو يستحق أن يكون زعيماً للأمة في هذه الظروف. أخيراً؛ إن الخوف الآن هو من الالتفاف على الخيار الشعبي التركي لإسقاط العدالة والتنمية بما يتفق مع ما يسمى صفقة القرن، التي لا تريد سوى القادة التُبَّع والمطبِّعين.

– الأستاذ عبد الله العقاد، كاتب وناشط مجتمعي، أشار إلى أننا في قطاع غزة أصبحنا نراقب العملية السياسية بكل تفاصيلها في تركيا، وكأنها جزء من كينونتنا السياسية.

إن تحول تركيا وفقاً للدستور المعدل إلى النظام الرئاسي، سوف يعطي مساحة عملية أكبر للدور التركي الواعد في قضايا المنطقة، ولا سيما قضيتنا المركزية، بعد الكثير من المواقف المشرفة للشعب والقيادة التركية. وأضاف: إن هذا هو ما يجعلنا ننظر للسيد أردوغان كـ(زعيم أممي) عابر للجغرافيا القطرية، ويتخطى حدود الإقليم في دفاعه عن القضايا العادلة.. نسأل الله أن يحفظ تركيا كدولة ناهضة لها تاريخ مجيد رغم ما أحاط به، ومستقبل واعد لنا ولقضيتنا.

– العقيد مصباح أبو كرش، وزارة الداخلية، أكد على أن نتائج الانتخابات التركية المقبلة تحظى باهتمامه كإنسان فلسطيني، لما لها من انعكاسات على قضيتنا الفلسطينية. وأضاف: كليِّ أمل أن يفوز أردوغان في هذه الانتخابات، فهو – بحسب وجهة نظري – شخصية قيادية إسلامية نعتز بها ونفخر بمواقفها، ويجب الحفاظ عليها كنموذج للاقتداء، وخاصة في هذه المرحلة التي غابت فيها النماذج، على أمل أن يتسع المجال بشكل أكبر مستقبلاً لكي يتقدم هذا القائد بخطوات أكبر تفيد الأمة.

– د. محمد أبو سعدة، كاتب وباحث مختص بالشأن الفلسطيني، عبر عن وجهة نظره تجاه الانتخابات التركية القادمة في ثلاث كلمات: الأولى؛ أنه (مهتم) كون حياته العلمية والعملية مرتبطة بنتائج هذه الانتخابات، ويشاركه في هذه النقطة غالبية الفلسطينيين الذين يتوافدون الى تركيا يومياً بالعشرات، وكذلك ملايين المستضعفين من الشعبين السوري والعراقي. والثانية؛ أنه (متمني) أن يفوز الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان في الجولة الرئاسية القادمة، وأيضاً حزب العدالة والتنمية في المقاعد البرلمانية وبفوز مريح، لكي يبقى الدور التركي المساند للقضية الفلسطينية مستمراً، فتركيا تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تشعرنا بعزة ديننا وعظمة قضيتنا الفلسطينية، وربما الإشارة للمواقف التركية الرسمية والشعبية تجاه نقل السفارة الأمريكية للقدس دليل واضح على ذلك. والثالثة؛ أنه (معجب) بالديمقراطية التركية وحرية التعبير فيها.

وأضاف: إنني وفي أقل من أربع سنوات، اشهد إجراء انتخابات في تركيا للمرة الثالثة، وهو ما لم أحظ به في بلادي على مدار عشرات السنين؛ هذا إلى جانب الإعجاب بشخصية أردوغان، والتي تعيد الى أذهاننا سير القادة الإسلاميين العظماء، والذين قراءنا عنهم في الكتب التاريخية فقط، ولكنني أعيشها الآن بتفاصيلها.

– د. أسعد جودة، قيادي وناشط مجتمعي، أشار إلى أن الانتخابات التركية القادمة تأتي تحديداً في ظل ظروف سياسية حساسة تشهدها المنطقة، من حيث حجم التغول الأمريكي على كل ما فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتوظيفه لصالح الاحتلال الاسرائيلي وأمنه. وأنا كفلسطيني؛ مهتم بالشأن الوطني، فإنني انظر لهذه الانتخابات ببالغ الأهمية، واتعامل معها بحرص كأنها تحصل في بلدي لما لهذه الدولة الرائدة من مكانة وحظوة في نفوسنا ماضياً وحاضراً. وأضاف: نعم؛ أتمنى أن يكون الفوز لهذا الفارس البطل، الذي يعيد لنا ذكريات الفاتحين والمجددين.. إن تركيا قد شهدت في فترة قيادته مراحل يحق لنا كمسلمين أن نفخر بها على كل الأصعدة؛ الندية.. الاقتصاد.. المكانة.. التخلص رويداً من العلاقات المشبوهة مع الكيان الصهيوني، ودعم فلسطين بوضوح.

إنني أتطلع إلى تركيا أردوغان باحترام واقتدار، وهذا القائد مؤهل ليكون زعيماً إسلامياً نعتز به، ونفخر بالتعامل معه، ونأمل أن يعيد لتركيا هيبتها التي كانت عليها زمن الخلافة، وأن يستعيد المسلمون مكانتهم، وأن يكون له “سهم خير” في تحرير أرضنا ومقدساتنا الإسلامية في بيت المقدس.

– د. إبراهيم حبيب؛ باحث ومفكر وناشط سياسي، أكد على أن الانتخابات التركية ستكون محطة مفصلية في تاريخ المنطقة، وليس لتركيا فقط.. فهي تأتي في إطار إقليم مُلتهب، وتغيرات عميقة ستشهد إعادة صياغة الجغرافيا السياسية في المنطقة. لذلك، يُدرك العالم كما يُدرك وَيُرِيد أردوغان نفسه أن يكون “بيضة القبان” في إعادة الصياغة الجديدة للمنطقة، حيث إن نجاح أردوغان هو حماية للأمة الاسلامية والعربية، وعلامة فارقة بين مرحلتين: مرحلة كانت الثورات المضادة هي سيدة الموقف، وبين مرحلة ستشهد تراجع ثم انهيار هذه الثورات والدول الداعمة لها. لذلك، اعتقد أن الانتخابات في تركيا هي انتخابات محلية بطابع عالمي، لما تشهده من اصطفافات وتدخلات خارجية، ولكن يبدو أن أردوغان قد أعد عُدته لهذه المواجهة.. كُلُّنا أمل في اجتياز هذا الاختبار نحو تركيا الجديدة.

– د. خالد الخالدي، أستاذ أكاديمي بالجامعة الإسلامية، أكد على أهمية هذه الانتخابات، وأنه كفلسطيني يشعر بأنها تحظى باهتمامه بالدرجة الأولى، ولها انعكاسات على قضيتنا؛ لأنه لم يبقَ هناك دول إسلامية قوية وغنية متعاطفة بصدق معنا، ويمكن أن يأتي منها على المستوى الرسمي خيراً لفلسطين إلا تركيا، ولعل هذا ما يدركه الغرب.. لذلك، يجتهد هو وكل من يدور في فلكه من حكام العرب – وخاصة بعض دول الخليج – على إفشال فوز أردوغان. إنني أرى فيه زعيماً أممياً، ويمكن أن يأتي من تركيا أردوغان الكثير من الخير.

ختاماً.. سينتصر أردوغان

برغم التآمر الغربي والتواطؤ الذي عليه بعض دول المنطقة العربية ضد تركيا أردوغان، إلا منطق الحسابات السياسية والشعبية واستطلاعات الرأي في تركيا يقول: سيُهزم الجمع ويولون الدبر، وسنشهد بعد أيام فوزاً كبيراً يتحقق فيه التمكين للزعيم أردوغان ولحزب والعدالة والتنمية.

إن تركيا أردوغان هي اليوم “نقطة مضيئة في المنطقة الإسلامية”، وهي تشكل ملاذاً آمناً للمضطهدين في العالم، وخصوصاً المسلمين منهم… كما أن تركيا أردوغان – بحسب رأي الإعلامي محمود زكريا – المستقرة سياسياً والمزدهرة اقتصادياً، تشكل نموذجاً ملهماً للدول العربية والإسلامية في سبيل التحول من الاستهلاك والاعتماد على الغير إلى الإنتاج والاكتفاء الذاتي، مما يشكل تهديداً للمصالح الغربية.. وأضاف: إن تركيا المستقلة والناهضة قادرة على إفشال مخططات تقسيم المنطقة وتفتيتها وإبقائها في مرحلة حروب عبثية وساحة لتقاسم النفوذ والمصالح الدولية.

لذلك، فإن المشهد من خلال متابعاتنا لإعلام الغرب يوحي بأن الذي يجري في تركيا ليس انتخابات داخلية، بل هو حالة من المكر والكيد تستهدف زعامة أردوغان، حيث تحاول بعض قوى الاستكبار العالمي والتابعين لهم من ملوك طوائف المنطقة العربية، العمل على زعزعة استقرار هذا البلد، الذي يمثل تجربة نجاح، وأيقونة لتطلعات شعوب أمتنا في التغيير والإصلاح.

ويمكرون ويمكر الله.. إن تركيا أردوغان هي خيار الفلسطينيين برغبة وجدارة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.