عبد الله البشير / العربي الجديد
يواصل كثير من السوريين محاولات العبور إلى تركيا رغم إغلاق المعابر الحدودية في وجه حاملي جوازات السفر السورية، ما يدفع الآلاف منهم للبحث عن طرقٍ غير شرعية أملا في الحصول على عمل، أو حياة أفضل، أو الاجتماع بذويهم الذين نجحوا سابقا في الانتقال.
ويقول سعيد محمود (30 سنة)، من ريف حمص الشمالي، إنه يسعى منذ أكثر من شهر لدخول تركيا لرؤية والده ووالدته المقيمين في مدينة إسطنبول منذ خمسة أعوام، مؤكدا أنه ظل في بلدته المحاصرة طيلة تلك السنوات لعدم توفر المال اللازم لتأمين كلفة تهريبه إلى “باب الهوى”، قرب الحدود السورية التركية.
ويضيف لـ”العربي الجديد”، أنه حاول العبور عدة مرات لكن محاولاته باءت بالفشل كون الجدار على الحدود مرتفع والرقابة شديدة، قائلا: “رغبتي في الدخول تتجدد يوما بعد يوم. أريد رؤية أمي المريضة وأبي المسن، وكذا إخوتي الصغار الذين أصبحوا شبابا خلال تلك الفترة من غيابي عنهم”.
ويقول ياسر العمر (28 سنة)، من إحدى بلدات القلمون الغربي، لـ”العربي الجديد”: “كنت أقبع داخل بلدتي مرعوبا من الاعتقال أو اقتيادي للتجنيد في جيش النظام، كوننا ضمن منطقة مصالحة. صبرت قرابة 3 سنوات على هذه الحال التي كادت تودي بي إلى الجنون، ثم رتب أبي وأخي في تركيا خروجي بالاتفاق مع سمسار سيعمل على إيصالي من القلمون الغربي إلى ريف إدلب ضمن شبكة تهريب يديرها ضباط في مخابرات النظام مقابل ألف دولار أميركي”.
ويضيف: “نجحت عملية تهريبي، ووصلت إلى ريف إدلب، وأقيم حاليا ببلدة قريبة من الحدود السورية التركية تسمى (دركوش)، وحاولت دخول تركيا عدة مرات لأذهب إلى أخي في إقليم (هاتاي)، أملا في العثور على عمل أعيش منه أنا وزوجتي وابنتي التي أتمت عامها الأول، لكن ألقي القبض علي من قبل قوات الجندرما التركية، وأعادتني إلى دركوش، لكني سأحاول مجددا”.
المشهد ليس مختلفا بالنسبة للسورية سمية عمران، والتي ترغب في الدخول برفقة زوجها وأطفالها الثلاثة للقاء أهلها في مدينة غازي عينتاب، وتوضح عمران أنها تريد لقاء أهلها، وأن زوجها يرغب في رؤية أبيه في إسطنبول، وتقول: “مهما كانت الصعاب في تركيا، فإن الحياة هناك ستكون أقل قسوة من تلك التي نعيشها منذ تنقلنا بين عدة مناطق في ريف إدلب”.
وتقول سمية لـ”العربي الجديد”، إنها كانت تُلح على زوجها لدخول تركيا منذ العام الماضي، وتضيف: “كانت تكاليف عبورنا عبر طرق التهريب حينها أقل، ومن الممكن لزوجي أن يحصل على الجنسية التركية، لكن ما كان يواسينا هو عمله في إحدى المنظمات الطبية التي كانت تمنحه راتبا جيدا يكفينا نوعا ما، لكنه حاليا يبحث عن عمل بمجال تخصصه، مع التفكير بشكل جدي في العبور إلى تركيا والبدء بعمل حر”.
أما دانيال (22 سنة)، فيحلم بدخول تركيا بهدف الدراسة، ويؤكد أنه “لم يعد من المجدي البقاء في سورية، فبعض أقراني من الممكن أن يتخرجوا في العام المقبل من الجامعة، بينما لا أزال في مكاني”. ويضيف لـ”العربي الجديد”، أنه يسعى حاليا للعبور بصفة طالب للتسجيل في جامعة “كارابوك” قرب أنقرة، ويتواصل بشكل مستمر مع أصدقاء له هناك لمساعدته في التسجيل.