أٌسَس حزب العدالة والتنمية في تاريخ 14 آب 2001، وذلك بعد مصادقة وزارة الداخلية على العريضة التي قدّمت لها من قبل الحزب، ليكون بذلك حزب العدالة والتنمية الحزب الـ 39 في تركيا.
وبلغ عدد مؤسسي الحزب 74 مؤسسا، من بينهم 13 امرأة، ومن بين أبرز الأسماء المؤسسة للحزب، الرئيس الحالي (رجب طيب أردوغان)، ورئيس الوزراء الحالي (بن علي يلدرم)، وزير الخارجية الحالي (مولود جاويش أوغلو)، وزير الدفاع الحالي (نور الدين جان إيكلي)، و(برهان كوزو) النائب في البرلمان التركي عن الحزب، والمستشار السابق لأردوغان.
من المعلومات الشائعة والتي لا صحّة لها هو أنّ الرئيس السابق عبد الله غل أحد المؤسسين للحزب، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم العدالة والتنمية الحالي (ماهر أونال) الذي قال خلال تصريح صحفي (عبد الله غل) ليس من مؤسسي الحزب وإنما كان عضوا في مجلس المؤسسين للحزب.
شارك حزب العدالة والتنمية بزعامة (رجب طيب أردوغان) في أولى الانتخابات البرلمانية بعد عام من تأسيسه، حيث تمكّن الحزب من الفوز في الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة لوحده من خلال تحقيق 365 مقعدا في البرلمان التركي، وبنسبة بلغت 34.6 بالمئة، إلا أنّ أردوغان ولوجود حظر سياسي بحقّه آنذاك لم يتم التمكّن من ترشيحه كنائب في الانتخابات البرلمانية.
ما عدد الانتخابات التي فاز بها حزب العدالة والتنمية؟
منذ 16 عاما وحزب العدالة والتنمية يتربّع على عرش السلطة في تركيا، حيث فاز الحزب في 5 انتخابات عامة، و3 انتخابات محليّة، بالإضافة إلى الفوز بنتجية 3 استفتاءات شعبية.
وحقق الحزب فوزه الأول عقب تأسيسه بعام، ليحقق الفوز الثاني في صناديق الاقتراع خلال الانتخابات المحلية في عام 2004، بنسبة 40.2 بالمئة، وذلك بفارق 20 بالمئة تقريبا عن الحزب الذي تلاه وهو حزب الشعب الجمهوري.
وحقق الحزب فوزه الثالث في الانتخابات التي أجريت في 2007، وذلك بنسبة 46.7 بالمئة، ليُعقبه بفوزه الرابع في الاستفتاء الشعبي الذي أجري حول المقترح الذي قدّمه الحزب فيما يحص انتخاب الرئيس من قبل الشعب مباشرة، بعد أن كان يتم اختياره من قبل البرلمان التركي، حيث بلغت نسبة المؤيدين للمقترح ما يقارب 69 بالمئة.
وفي عام 2009 حقق (العدالة والتنمية) فوزه الخامس في الانتخابات المحلية، حيث بلغت نسبته آنذاك 38.6 بالمئة، ليُعقبه بفوزه السادس في الاستفتاء على بعض المقترحات التي قدّمها حزب العدالة والتنمية، حيث أٌجريت تعديلات دستورية عدة بعد تحقيق الاستفتاء نسبة موافقة من الشعب بلغت 57.88 بالمئة.
وفي عام 2011 حقق العدالة والتنمية فوزه السابع في الانتخابات العامة، وذلك بأكثرية ساحقة بلغت 49.8 بالمئة، ليحتفل الحزب بفوزه الثامن في الانتخابات المحلية التي أجريت في عام 2014، حيث بلغت النسبة التي حققها الحزب 45.5 بالمئة، وذلك على الرغم من تزامن الانتخابات آنذاك مع مظاهرات (غيزي بارك) والتي استمرّت لأيام عدّة، شهدت خلالها إسطنبول وعدد من الولايات الأخرى احتجاجات كبيرة، طالبت بعضها بإسقاط أردوغان. وكذلك بالتزامن مع ما يسمى بانقلاب 17/25 كانون الأول، والذي كان بقيادة تنظيم الكيان الموازي.
وأمّا الفوز التاسع فقد جاء في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 10 آب 2014، حيث فاز الرئيس رجب طيب أردوغان على منافسه التوافقي (أكمل الدين إحسان أوغلو) بنسبة بلغت 51.79 بالمئة، وذلك من خلال حسم الأمر من الجولة الأولى، دون الحاجة إلى الذهاب إلى جولة ثانية، ليكون بذلك الرئيس أردوغان اوّل رئيس جمهورية في تركيا يُنتخب من قبل الشعب مباشرة.
اللافت للانتباه هو أنّ زعامة حزب العدالة والتنمية مع ترشيح أردوغان نفسه للانتخابات الرئاسية في عام 2014، ذهبت إلى رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو، وذلك لكون القانون التركي آنذاك ينص بقطع صلة الرئيس المنتخب عن حزبه، القانون الذي تمّ إلغاؤه في التعديلات الدستورية التي أجريت في نيسان 2016، وجدير بالذكر أنّ انتقال الزعامة إلى أحمد داود أوغلو أثار صدى واسعا في أروقة الحزب، ولا سيّما أنّ الجميع كان يترقب ترشيح (بن علي يلدرم) لزعامة الحزب، وذلك لكونه واحدا من مؤسسي الحزب على عكس (أحمد داوود أوغلو) الذي التحق إلى الحزب عقب تأسيسه.
وفي الـ 7 من حزيران عام 2015 حقق الحزب فوزه العاشر وذلك في الانتخابات العامة، إلا أنّ العدالة والتنمية لم يتمكن حينها من تشكيل حكومة بمفرده على الرغم من تحقيقه نسبة بلغت 40.9 بالمئة.
ومع عدم تمكّن الحزب من تشكيل حكومة بنفسه، أعلن (العدالة والتنمية) باقتراح من أردوغان الذهاب إلى انتخابات مبكرة، وذلك بعد فشل لقاءات التحالف بين الأحزاب السياسية التركية.
وفي 1 تشرين الأول من 2015 احتفل حزب العدالة والتنمية بفوزه الـ 11 حيث حقق نسبة كانت هي الأكثر منذ مجيئه إلى السلطة، حيث بلغت نسبة الأصوات التي حققها الحزب حينها 49.5، لتحقق بذلك إمكانية تشكيل حكومة بمفرده.
أما الفوز الـ 12 فقد كان في 16 نيسان 2017 وذلك في الاستفتاء الشعبي الذي انتقلت تركيا بموجبه من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وذلك بنسبة مؤيدة بلغت 51.41 بالمئة، مقابل الأصوات الرافضة والتي بلغت نسبتها 48.59 بالمئة، وذلك في صدمة خلقتها نتائج التصويت لدى الرأي العام التركي، ولا سيّما أنّ استطلاعات الرأي كانت تفيد بفوز للفئة المؤيدة بنسبة تصل بحسب التقديرات والاستطلاعات آنذاك إلى 59 و60 بالمئة.
إلام يرمز المصباح في علم العدالة والتنمية؟
يرمز المصباح في علم العدالة والتنمية إلى التنوير والشفافية في الإدارة، فيما يرمز اللون الأصفر إلى العلم والثقافة والتواضع، بينما يرمز اللون الأسود إلى القوة والسلطة، فيما الخطوط السبعة حول المصباح ترمز إلى تمثيل الحزب لكافة مناطق تركيا.
تجدر الإشارة إلى أنّ حزب العدالة والتنمية تحالف مؤخرا مع حزب الحركة القومية، ليُعلن زعيم الأخير دعم حزبه للرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في الـ 24 من الشهر الجاري، ليكون بذلك الرئيس أردوغان المرشح التوافقي للحزبين.
المصدر: أورينت