رائحة المال تفوح من غلاف المجلة الفرنسية المسيء لأردوغان

28 مايو 2018آخر تحديث :
رائحة المال تفوح من غلاف المجلة الفرنسية المسيء لأردوغان

رائحة المال تفوح من غلاف المجلة الفرنسية المسيء لأردوغان
قال إبراهيم قراغول رئيس تحرير صحيفة يني شفق التركية أن رائحة المال تفوح من غلاف المجلة الفرنسية المسيئة لأردوغان ، كما تفوح منه مساومة قذرة.

وقال إبراهيم قراغول في مقاله الراتب بالصحيفة أن ” رائحة المال تفوح من هذا الغلاف، كما تفوح منه مساومة قذرة، رائحة احتمالية أن تكون تلك المجلة، التي باعت نفسها ببضعة قروش، قد باعت هذا الشهر غلافها لإحدى الدول لقاء حفنة من الدولارات. وتوقعي القوي هو أن لوبوان حصلت على مال من إحدى الدول من أجل ذلك الغلاف، فمن مَن يا ترى؟.”

ووجه إتهامات للإمارات العربية بقوله ” الاحتمال الأقوى أن تكون الإمارات العربية المتحدة هي تلك الدولة التي تحاول شراء الإعلام التركي وتوزع الأموال هنا وهناك وتقود حملة كراهية شعواء ضد تركيا من خلال الإعلام الأمريكي والأوروبي. وقد حصلت مجلة لوبوان هذا الشهر على جزء من الأموال التي خصصتها أبو ظبي للعمليات الإعلامية.”

هجوم المجلة الفرنسية أيضا يأتي ضمن حملة إعلامية شرسة تشي شواهد كثيرة بأنها تشكّل فاتورة دعم أردوغان للقضية الفلسطينية، وتكشف تعاملا انتقائيا غير مهني، وتجنيدا للأقلام، وتسييسا للإعلام بشكل فجّ. تحامل لا أساس له، بدا أنه موجّه لتأليب الرأي الدولي العام ضد تركيا، حتى أن افتتاحية العدد المذكور التي كتبها المدير السابق للصحيفة، فرانز أوليفييه جيسبرت، جاءت تحت عنوان: “أردوغان، هل هو هتلر جديد؟”.

افتتاحية يرى مراقبون أنها لم تحترم الموضوعية الصحفية المتعارف عليها، ولم تخش الكم الهائل من السخرية الذي من الممكن أن تفجره معطيات مغلوطة وأكاذيب لا أساس لها. نبرة تحاملية مشحونة عداء نضحت من المقال الذي استعرض فيه صاحبة جيسبرت “نقاط التشابه العديدة بين هتلر وأردوغان!!”. **

مغالطات تفندها الحقائق ووفق الصحفي الفرنسي، فإن “أردوغان يصف أكراد سوريا بالإرهابيين، ويستمر في معاملة أكراد تركيا على أنهم أقل درجة من الإنسان، ويُقتّلون دون علمهم من قبل الشرطة”.

اتهامات فجرت سخرية عارمة لدى الكثير من المتابعين الموضوعيين ممن يدركون أنه لم يسبق للرئيس التركي ولا لأي مسؤول حكومي في بلاده، أن وصف أكراد سوريا بـ”الإرهابيين”، وأن استخدام هذا التوصيف اقتصر على منظمة “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابية. جيسبرت استخدم عبارة “Untermenschen” الألمانية، والتي تعني “دون البشر” أو “مرتبة أقل من الإنسان”، وهي كلمة مشتقة من المعجم النازي، تضمينا لإشارة مقصودة إلى “التمييز” المفترض الذي يعاني منه الأكراد في تركيا، في تلاعب بالمصطلحات يفنّده الواقع التركي.

فتركيا التي فتحت أبوابها لـ3.5 مليون لاجئ سوري، وتعاملهم معاملة أبنائها، حتى أنه من الصعب أن يدرك المرء سكان البلاد الأصليين من ضيوفها، لا يمكن بداهة أن يميّز مسؤولوها بين أفراد شعبهم الواحد. في تركيا، تنتفي التقسيمات الطائفية، ويجتمع الشعب تحت الانتماء للأمة التركية الواحدة، ويكفي بالنسبة لمن يراودهم الشك في هذا الأمر- الإشارة إلى أن التشكيلة الحكومية التركية الحالية تضمّ وزيريْن من الأكراد، دون الحديث عن عدد آخر منهم ممن تقلدوا حقائب مختلفة في حكومات سابقة بالبلاد.

وفي البرلمان، منبع التشريعات والقوانين، يوجد ما لا يقل عن 150 نائبا من الأكراد، ممن أظهروا دعما كبيرا، خلال الاستحقاقات الانتخابية المختلفة، لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم. وفي الصفحة 50 من المجلة، ورد مقال آخر بعنوان “عفرين، القرية الشهيدة”، ضمنه صاحبة أيضا كما من التأويلات والقراءات المغلوطة بشكل متعمّد، يرمي لتحريف الحقائق وتوجيه الرأي العام.

وجاء في المقال أن “المحتلّ يطارد الأنصار السابقين وأعضاء ‘ب ي د’، الحزب الكردي الذي كان يسيطر سابقا على المنطقة، والمرتبط بـ’بي كا كا’، الحركة الثورية التي تعتبرها الدولة التركية إرهابية”. عن أي “محتلّ” يتحدّث المقال؟ البديهي أنه يقصد الجيش التركي والجيش السوري الحر، اللذين تمكنا، في إطار عملية “غصن الزيتون”، من تحرير مدينة عفرين وجزءا كبيرا من المنطقة من قبضة إرهابيي “ب ي د”. فما غاب عن المجلّة الفرنسية، أو بالأحرى ما تعمّدت تغييبه هو أن إرهابيي “ب ي د/ بي كا كا” استولوا، في 2012، على منطقة عفرين بقوة السلاح.

وإن كانت أنقرة صنفت بالفعل “بي كا كا” تنظيما إرهابيا، فكذلك فعلت كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، يصر كاتب المقال على أن “بي كا كا” “حركة ثورية” تدينها الدولة التركية فقط”، في تناقض صارخ كشف الهوة السحيقة من اللاموضوعية التي يغرق فيها المقال. إسقاطات غريبة تجاوزت التحيّز إلى المغالطة وتعمّدت تسميم الرأي العام الدولي بمعلومات لا تمت للواقع بصلة. ** شبح إسرائيل

وعموما، لا تعتبر هذه المقالات المختنقة ضمن رؤى شخصية أو حسابات سياسية ضيقة، السقطة الإعلامية الأولى للمجلة الفرنسية.

ففي عددها الصادر في 17 مايو/ أيار الجاري، أي قبل 3 أيام من بدء المجزرة الإسرائيلية في غزة، بدا من اللافت أن لا تشير المجلة في غلافها إلى هذه المذبحة التي هزت العالم من أقصاه إلى أدناه، وحركت جميع وسائل الإعلام باستثناء الصهيونية منها أو الموالية بشكل أعمى لإسرائيل.

وعوضا عن ذلك، خصص الغلاف لمسح اجتماعي، مع 3 عناوين أخرى لم تشر حتى -ضمنيا- لحمام الدم المتدفق في غزة,مجزرة يبدو أنها لم ترتقي لـ”المستوى المطلوب” من قبل المجلة الفرنسية لتعتلي غلافها، لتنتظر قليلا قبل أن تهاجم أردوغان المدافع الشرس عن القضية الفلسطينية، والرئيس الذي يجسر على أن يطلب من سفير إسرائيل ببلاده مغادرة الأراضي التركية، متجاوزا التنديد والاستنكار إلى القرارات الملموسة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.