رمضان السابع للسوريين في تركيا … ذكريات الماضي ومرارة الغربة

16 مايو 2018آخر تحديث :
عائلة سورية فقيرة
عائلة سورية فقيرة

رمضان سابع أشرق اليوم الأربعاء، فجره الأول على السوريين اللاجئين في تركيا، الدولة المحاذية لسورية وجارتها الشمالية، والتي تشير الإحصائيات والتصريحات الرسمية إلى وجود أكثر من 3 ملايين سوري لاجئ على أراضيها.

بعض اللاجئين يمر عليهم هذا العام شهر رمضان للمرة السابعة، فيما تختلف مدة إقامة آخرين، بحسب الظرف الذي فرضه النظام عليهم منذ بداية الثورة السورية التي رفعت شعارات الحرية والكرامة فكانت نتيجتها مليون ضحية فقدوا حياتهم، ومئات الآلاف من المغيبين والمعتقلين، وملايين تركوا ديارهم وبيوتهم بين نازح ولاجئ، في ظل نظام استخدم كل أنواع العنف وأساليب القتل لمواجهة معارضيه.

“أمّ محمد”، الحاجة الستينية المتحدرة من مدينة تدمر في ريف حمص والمقيمة بمدينة الريحانية جنوب تركيا، حكت بحرقة لـ “العربي الجديد” قائلة: “قدمنا إلى تركيا منذ ثلاث سنوات بعد دخول تنظيم داعش إلى مدينتنا تدمر، جئنا مكرهين وفارّين من موت يلاحقنا”.

وتوقفت لتلتقط أنفاسها وتابعت وعيناها مغرورقتان بالدموع: “ابني محمد معتقل لدى نظام الأسد منذ 5 سنوات، هذا رمضان الخامس الذي سنجلس فيه حول مائدة الإفطار وهو غائب عنا”.

وأكملت “كأن ظلم الأسد وجيشه وفراق الأحبة، لم يكن كافياً، حتى نبتلى بظلم داعش ونغادر ديارنا قسراً لنعاني هنا مرارة الغربة وقهر البعد”.

أمّا محمد سعد الدين، وهو محامٍ دمشقي يقيم في إسطنبول، فكان لديه تجربة أخرى روى لـ “العربي الجديد” بعض تفاصيلها: “هذا رمضاني الثاني في إسطنبول، لم أشعر بالاختلاف الكبير، بين ما كنا نعيشه من طقوس هذا الشهر في الشام وبين ما نعيشه هنا، إسطنبول تشبه دمشق كثيرا والأتراك يحتفلون مثلنا بقدوم رمضان”.

وأضاف: “كثرة العرب والسوريين على وجه الخصوص هنا، هوّنت علينا كثيراً من أعباء الغربة، فكل مؤونة رمضان متوفرة بمحلات سورية، من وجبات السحور والفطور”.

أما ما يعكر صفو رمضان وجماليته فهو: “البعد عن الأهل والأقارب والأصحاب، وغياب بعض العادات الاجتماعية، وانحسار إفطار الشخص في بيته، بعيدا عن لمّات زمان وعزائم تجمع كل العائلة”.

وعن اليوم الأول من رمضان بعيداً عن غوطة دمشق، تحدث الحاج أبو سالم، وهو لاجئ من مدينة دوما في ريف دمشق، دخل تركيا منذ أيام ويقيم في ولاية غازي عنتاب: “هذا رمضان الأول الذي سأصومه بعيدا عن منزلي ومزرعتي في دوما، صليت التراويح أمس خلف شيخ فاضل تركي، دمعت عيني منذ الركعة الأولى فحنيني لمسجد (طه) في حيّنا المدمر كبير، لا أعرف أحداً من المصلين بجانبي، بينما كنت في حارتنا أعرف معظمهم”.

وتابع “سنصوم الشهر إن شاء الله، لكن لا أظن أننا سنستشعر روحانيته كما كنا في بلادنا، هنا كل شيء مختلف، ورمضان بلا شك مختلف”.

“لرمضان في المخيم أو “كرفانة” طعم آخر، لم نعتد عليه”، بحسب سميرة المصري القادمة من مدينة حماة وسط سورية وتقيم في مخيم الإصلاحية جنوب تركيا.

وقالت: “في المخيم هنا خليط من كل المحافظات السورية، كل خيمة وكرفانة لها عادة مختلفة، هذا ثالث رمضان لي هنا مع أولادي الثلاثة الأيتام، اللحظات الأولى في كل يوم سواء على السحور أو الفطور تشكل لنا مأساة مع ذكرياتنا القديمة قبل مقتل زوجي بغارة جوية استهدفت مكان عمله منذ ثلاث سنوات”.

وأكملت وهي تبتسم مغالبة دموعها، “أخبرونا في الصغر أن الصيام شُرع ليشعر الأغنياء بحال الفقراء والمحتاجين، ولكن الآن يبدو أننا كلنا أصبحنا محتاجين في ظل ظروف تهجيرنا من بلادنا. لكن رغم كل شيء تبقى لهذا الشهر روحانيته الخاصة التي ينتظرها المسلمون في كل عام”.

وكانت تركيا قد أعلنت منذ أيّام أن يوم الأربعاء، 16 مايو/ أيّار الجاري هو اليوم الأول من شهر رمضان لهذا العام، بخلاف أغلب الدول الإسلامية التي أعلنت أن الخميس 17 مايو أول أيام الشهر الفضيل.​

المصدر: العربي الجديد

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.