بدأت فرنسا، التي احتلت سوريا بدعم من العصابات التي خانت العثمانيين قبل مائة عام، اليوم بالاستقرار في المناطق الخاضعة لاحتلال تنظيم بي كا كا الإرهابي شرق سوريا.
ومن جانبه وصف المتحدث باسم بي كا كا دارا مصطفى هذا التطور بأنه “سارّ”، مضيفا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودعهم بتقديم الدعم.
وكانت فرنسا قد احتلت سوريا قبل قرن من الزمان بدعم العصابات التي وجهت خنجر الخيانة نحو ظهر الدولة العثمانية، وها هي اليوم تستقر في المناطق الواقعة تحت احتلال تنظيم بي كا كا الإرهابي شرق سوريا.
وأما أبرز من يدعم الخطوات العسكرية التي تقدم عليها فرنسا في المنطقة فيأتي كل من برنار كوشنار وهنري ليفي اللذين لعبا دورا محوريا في الاستفتاء الباطل الذي أجري لانفصال شمال العراق يوم 25 سبتمبر/أيلول المنصرم.
وقد عاد الفرنسيون مستغلين تنظيم بي كا كا إلى المناطق التي احتلوها قبل 100 عام بواسطة العصابات التي خانت العثمانيين؛ إذ يستقرون شرق سوريا من خلال إرسال الجنود والأسلحة والذخيرة إلى المناطق الواقعة تحت احتلال بي كا كا.
وقد بدأت باريس إرسال الجنود إلى المناطق التي يحتلها بي كا كا عقب التصريح الذي أدلى به الرئيس الأمريكي ترامب وقال فيها “سننسحب من سوريا”.
وكانت منبج هي أول المناطق التي استقبلت الحشود العسكرية الفرنسية، ثم تبعها تل أبيض وعين عيسى ودير الزور.
كوشنار وليفي على الساحة
وكان كل من كوشنار وليفي، اليهوديين الأصل واللذين لعبا دورا كبيرا في إجراء استفتاء انفصال شمال العراق العام الماضي، قد كشف دورهما كذلك في الخطوات العسكرية التي تتخذها فرنسا في سوريا معتمدة على بي كا كا.
وكان كوشنار، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، وليفي، لورانس الشرق الأوسط الجديد، قد زارا الحسكة والرقة في سوريا 4 مرات خلال الستة أشهر الماضية.
وقد أسست فرنسا قواعد عسكرية في الحسكة ودير الزور ومنبج والطبقة وتل أبيض وعين عيسى، كما قدمت خلال الأيام القليلة الماضية دعما بريا نشطا لتنظيم بي كا كا الإرهابي في دير الزور.
فرنسا تعد بي كا كا بالحماية
وقد علق المتحدث باسم بي كا كا دارا مصطفى على التحركات العسكرية المتزايدة من فرنسا في المنطقة بقوله “تطور سارّ”. وأفاد مصطفى في تصريح أدلى به لوكالة باسنيوز بقوله “وعدتنا فرنسا بحمايتنا من التهديدات الداخلية والخارجية”.
وأوضح مصطفى أن علاقات وطيدة تربطهم بالمسؤولين الفرنسيين، مشيرا إلى أنهم على اتصال وثيقة بالرئيس ماكرون. كما أفاد بأن المساعدات الفرنسية للتنظيم ستزداد خلال المرحلة المقبلة.
وكان بي كا كا قد احتل مساحة تقدر بنحو 24 ألف كم شرق سوريا منذ عام 2014 بدعم أمريكي، كما افتتح مكتب تمثيليا له في باريس عام 2016 حمل اسم “إدارة منطقة روجوفا المستقلة”.
المصدر: يني شفق
