متحف “غولهانة” الطبي.. رحلة علمية في تاريخ المهنة

16 أبريل 2018آخر تحديث :
متحف “غولهانة” الطبي.. رحلة علمية في تاريخ المهنة

يبقى متحف “غولهانة” الطبي؛ التابع لجامعة العلوم الصحية بأنقرة، الوجهة الأهم للراغبين في خوض رحلة طويلة في تاريخ الطب.

ويزهو المتحف بما يحتويه من الأجهزة والمعدات العتيقة والكتب القديمة المتعلقة بمجال الطب.

ويضم المتحف، الذي افتتح أبوابه عام 1986، عدداً كبيراً من أهم الأدوات الخاصة بتاريخ الطب العام، وتاريخ الطب التركي، وتاريخ الطب العسكري.

إلى جانب وجود الخدمات الصحية العسكرية، والوثائق المتعلقة بموضوعات جراحة الحروب، فضلا عن مجموعة لصور الحروب.

كما يحتوي المتحف على صور متعلقة بتاريخ الطب العثماني، إلى جانب أدوات طبية متنقلة تم استخدامها في سنوات الحرب العالمية الأولى (1918- 1914).

ويضم كذلك حقائب الإسعاف، وصناديق أدوية ترجع إلى فترة حرب الاستقلال ومعركة جناق قلعة، فضلا عن نقالات، ومباضع جراحية.

ويعتبر كرسي طبيب الأسنان المُصمم على شكل سن، والذي تم استخدامه خلال حرب الاستقلال من الأدوات الأكثر جذبا للأنظار في المتحف.

وعلاوة على ذلك، يضم متحف غولهانة نماذج عن دفاتر التسجيل وشهادات المدرسة الطبية العسكرية، إلى جانب أول كتاب تركي رسمي بمجال الطب “جراحة الهنية”، ووثيقة متعلقة بـ “العلاج بالكي”، ومجموعة من أعداد جريدة “أولوص” ترجع إلى عام 1938.

وفي لقائه مع مراسل الأناضول، قال إراي يورداكول، من قسم تاريخ الطب والأخلاقيات المهنية الطبية بجامعة العلوم الصحية، إن تدريس الطب في تركيا بدأ مع افتتاح المدرسة العسكرية للطب، لافتا إلى أن مستشفى غولهانة السريري يعد امتدادا لهذه المدرسة.

وأضاف بأنه مع اتخاذ قرار نقل هذا المستشفى إلى أنقرة فترة الخمسينات من القرن الماضي، تأسست جامعة غولهانة للعلوم الصحية، ولاحقا تم افتتاح المتحف الطبي ضمنها عام 1986.

وأردف أن المتحف كان يتواجد سابقا في الطابق الأرضي من كلية غولهانة، وتم نقله إلى بناء مستقل مكون من طابق واحد عام 2008.

** هدية الإمبراطور الألماني فيلهلم

وحول المعروضات، التي تخضع لحماية خاصة بالمتحف، قال يورداكول إن المتحف يحتوي على “مجموعة طبيب أسنان” لا مثيل لها في العالم، كان الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني ( 1988-1918) أهداها إلى الدولة العثمانية.

وأشار إلى أن المتحف يضم أيضا “نقالة مغلقة” قديمة، كانت تُستخدم سابقا لنقل المرضى خلال أحوال الطقس الصعبة، وفي ساحات الحروب.

وأوضح أن المتحف يتضمن قالب أسنان اصطناعية خاصة بمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، وآخرى تعود لثاني رئيس للجمهورية عصمت إينونو.

** مرجع مهم للطلاب والباحثين

ولفت يورداكول إلى أن طلاب الطب يولون اهتماماً كبيراً بالمتحف، قائلاً “يستقبل المتحف طلاب الطب من جامعات مختلفة، إذ يأتون إلى هنا ويطلعون على تاريخ التعقيم ومكافحة الأمراض المعدية”.

ويضيف “يوجد شرح عن طرق مكافحة هذه الأمراض في العهد اليوناني القديم”.

ويشير إلى وجود مكتبة بالمتحف تضم مراجع مهمة للغاية في مجال تاريخ الطب، حيث تحتوي على كتب ترجع إلى القرنين الـ 18، والـ 19، باللغات العثمانية، والألمانية، والفرنسية.

وينوه بأن المكتبة تضم أيضا نماذج عن السير الذاتية لأطباء أجانب، كانت الدولة العثمانية استعانت بهم لسد حاجتها من الأطباء في مرحلة ما قبل الحرب العثمانية الروسية (1877-1878).

ولفت إلى أن المكتبة تتضمن أسماء خريجي المدرسة الطبية في الفترة العثمانية، مؤكدا على أن المتحف يعتبر مرجعاً مهما للغاية للباحثين في مجال تاريخ الطب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.