ضمن مشوارها الطويل في طريق تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية حول العالم، تمدّ وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، يد العون إلى المحتاجين العراقيين في كل أنحاء البلاد.
“تيكا” التي كانت تُدير مشاريعها الإغاثية في العراق عبر مكتبها في أنقرة، أصبحت اليوم صاحبة فرع لها داخل السفارة التركية في العاصمة بغداد.
ويعجّ فرع المؤسسة التركية بمئات ملفات المشاريع التنموية، والمساعدات المنجزة في مختلف المدن العراقية، في حين تنتظر مشاريع أخرى التنفيذ.
“جنيد أسمر”، منسق فعاليات تيكا في بغداد، يقول: “إن هدفنا رسم الابتسامة على وجوه جميع العراقيين بغض النظر عن أعراقهم ومذاهبهم”.
ويقول: “3 طرق رئيسية داخل المدينة كانت مليئة بالأنقاض والركام، حيث أجرينا- بمعية عمال من تلعفر- عمليات تنظيف كاملة لتلك الشوارع”.
وعدّد المدن التي استفادت من مشاريع “تيكا”، على غرار المناطق التركمانية وأربيل والموصل وتكريت وبغداد والفلوجة والكوت وكربلاء وبابل والنجف.
ويشير إلى إنجازهم 5 مشاريع في الجامعة التقنية الشمالية بمدينة الموصل الموصل. مبينًا أن مشاريع جديدة سيبدأون بتنفيذها خلال الفترة المقبلة في الجامعات والمؤسسات العامة الأخرى.
كما أنهم أتموا عدة مشاريع في قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين (وسط)، وناحية ينكجة التابعة له. موضحًا أنهم “قد ينفذون بعض المشاريع المهمة في نينوى أيضًا”.
ويضيف أنهم منحوا مستشفى الفلوجة للأطفال في محافظة الأنباء، مولد كهرباء، كما قدموا لوازم ومعدات إلى جامعة الفلوجة.
وأنجزت المؤسسة التركية مشاريع ترميم لمدرسة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة بابل، إلى جانب ترميم دار للمسنين في المحافظة ذاتها.
ويقول أيضًا: “تيكا أنجزت ترميم وتجهيز مدرستين بالكامل في منطقة التاجي جنوبي العاصمة العراقية، كما جهزت وحدثت قسم اللغة التركية في جامعة بغداد”.
ويشددد على أن الوكالة ستواصل تقديم مساعداتها وتنفيذ مشاريعها التنموية في العراق خلال الفترة المقبلة. مبينًا أنها ستنفذ مشاريعها المقبلة في مدن تكريت، وبيجي، وسامراء.
ويؤكد أن تيكا تبدي اهتمامًا خاصًا بمنطقة تلعفر التركمانية ذات الـ450 ألف نسمة تقريباً، بسبب تعرضها إلى دمار هائل جراء اعتداءات تنظيم “داعش” الإرهابي، خلال 3 سنوات من سيطرته عليها.
يذكر أن مئات الأسر التركمانية في الموصل وقضاء تلعفر، نزحت من منازلها بعد سيطرة “داعش” على مناطقها في 2014، ويقيم تركمان العراق بشكل أساس شمالي البلاد في محافظات كركوك، ونينوى، وأربيل، وديالى (شرق).
“تيكا”، كما يقول “أسمر”، كانت أول مؤسسة إغاثية تدخل تلعفر (في محافظة نينوى/شمال) عقب تحريرها من “داعش”في صيف 2018، والذي حولها إلى أنقاض قبل إعلان جيش البلاد دحره.
ويضيف: “عندما دخلنا تلعفر -عقب تحريرها- كانت خالية من سكانها تماما، (..) وقد بدأنا نحن (في جمعية تيكا التركية) بعملية إعادتهم إلى منازلهم”.
“أسمر” يشير أنهم وصلوا إلى تلعفر “قبل وصول فرق من وزارة الإسكان والإعمار والبلديات العراقية، حيث كان بالمدينة 250 عائلة فقط، ورئيس بلدية المدينة، وقوات أمنية عراقية”.
وبعد 3 سنوات، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلن العراق في كانون الأول/ديسمبر الماضي استعادة كامل أراضيه من سيطرة “داعش”، الذي كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد.
وخلف التنظيم دمارًا كبيرًا في المناطق التي سيطر عليها، وتسبب بنزوح ملايين السكان.
وتعاني مدن عراقية، خاصة مدينة الموصل من دمار في بناها التحتية الخدمية إلى جانب تدمير الآلاف المنازل جراء المعارك بين القوات الحكومية و”داعش”، حسب تصريحات لمسؤولين حكوميين.
