تحريض كمال كليجدار وحزبه على السوريين .. بقلم نعيم مصطفى

6 مارس 2018آخر تحديث :
تحريض كمال كليجدار وحزبه على السوريين .. بقلم نعيم مصطفى

نعيم مصطفى / تركيا بالعربي

منذ أن هُجّر السوريون من بلادهم نتيجة براميل وصواريخ السفاح بشار، وتوجهوا إلى الجار والبلد المسلم تركية، ما فتئ زعيم حزب الشعب التركي المعارض كمال كليجدار عن التحريض وإطلاق الاتهامات جزافات وبث الحقد على الضيوف السوريين، ويهدد ويرغي ويزبد ويرى أن السوريين قد سلبوا الوظائف من الأتراك وأشاعوا البطالة بينهم، وأنهم يتعالجون مجاناً، وآخر سهامه في هذا الصدد هو اتهامه للسوريين بأنهم يتعاطون النرجيلة في المقاهي في حين أن الجنود الأتراك يُقتلون في ساحات الوغى، وبناء على هذه الامتيازات التي يتمتعون بها، فإن أول إنجاز سيقوم به إذا ما نجح حزبه في الانتخابات ليس صنع سيارة ولا طائرة ولا حاسب وإنما سيطرد السوريين إلى حضن الأسد ويحرر الأراضي التركية من رجسهم.

يزعم كليجدار أنه ديمقراطي وعلماني هو وحزبه، ويتهم الرئيس أورد غان بأنه ديكتاتوري، ويدّعي أنه سليل – سياسياً – مؤسس الجمهورية مصطفى أتاتورك الذي عصرن الدولة – كما يدعي – وحاكى الغرب في قوانينهم ونظمهم الديمقراطية.

ولو نظرنا بموضوعية إلى تصريحات كليجدار ومواقفه وسلوكه لأدركنا مباشرة أنه رجل أبعد ما يكون عن الديمقراطية، وأن تصريحاته تدل على مراهقة سياسية، وترهل في آلية التفكير.

ويمكنني الآن أن أفنّد جميع الافتراءات التي ساقها ضد السوريين وأردها عليه وعلى أمثاله من الأفّاكين.

أولاً – فيما يتعلق بعدد السوريين على الأراضي التركية فإنه عدد ضئيل ولا يتجاوز الاثنين والنصف بالمئة من عدد سكان تركية ولا يمكن أن يؤثر على دولة عريقة بحجم تركية، بل إنهم أنعشوا الاقتصاد حقيقة الأمر وذلك بالأموال والمصانع التي جاء بها أصحاب رؤوس الأموال وذلك لثقتهم بهذا البلد الجار المسلم وحبهم لشعبه.

ثانياً – هناك روابط وثيقة وقديمة بين الشعبين أكثر من كل الشعوب ولا أغالي إذا قلت أن معظم العائلات السورية من أصول تركية وتركمانية (مرعشلي – قوجة – أزميري – آل أحمد – آل مصطفى – آل العظم – آل الشرابي – آل السرّاج – خورشيد – العمادي – المرادي الخ …

ثالثاً – إن اتهامه بأن السوريين مرفهون أكثر من الأتراك، وأنهم أثروا على أرزاقهم، هو افتراء محض يجافي الواقع، فكثير من السوريين حتى الذين يحملون شهادات عُليا لا يعملون ويعيشون على الكفاف وعلى المساعدات ويعانون ما يعانون…وأما الذين يعملون فإنهم مُستغَلون من قبل الأتراك ولا يأخذون إلا نصف أجر التركي بل أقل من ذلك ومجردين من التأمينات والضمانات وما يترتب على ذلك، وهناك قوانين تصدر ضدهم تباعاً حتى أصبحوا كالأسرى.

رابعاً – إن الجيش الحرّ يقاتل مع إخوانه الأتراك جنباً إلى جنب بل إنه يتقدم الجيش التركي، وقد استشهد العديد من صفوفه، وأذهب إلى أكثر من ذلك بالقول إن الجيش الحر – وهو واجب وبلا منة – هم الذين يساعدون الجيش التركي وليس العكس لأن الجيش التركي لا يقاتل من أجلهم بل يقاتل عدوه التقليدي الموجود فبل الثورة السورية ومنذ نحو ثلاثين عاما (ب ك ك – ب ي د…وأخواتهم) ولو كان يقاتل من أجلهم لوجه بندقيته اتجاه جنود الأسد.

خامساً – إن من يدعي أنه علماني ديمقراطي، ويسير على خطى الغرب في قوانينه وأنظمته، عليه أن يربط قوله بفعله، فالغرب – ألمانيا على سبيل المثال – قد وفّر للسوريين السكن والمال ومن دون عمل مثبتاً أنه لا يرفع مجرد شعارات حول حقوق الإنسان – بغض النظر عن هويته – في العيش الكريم والتعليم والصحة، وإنما يمارس ذلك على أرض الواقع.

سادساً – إن من يدعي أنه علماني وديمقراطي، لا يليق به أن يؤيد مستبدين وديكتاتوريين وسفاحين أمثال بشار الأسد والسيسي ومن لف لفهما، وإنما يجب عليه أن يقف بجانب الشعوب المظلومة والمقهورة التي خرجت بثوراتها وضحت بأرواحها لتنال جريتها.

سابعاً – مهما حاول السيد كليجدار إظهار نفسه بأنه رجل حضاري ومدني وعلماني وديمقراطي؛ فإن رائحة الطائفية تفوح منه لتزكي أنوفنا، فلا يمكن تفسير مواقفه المناهضة للعادات والتقاليد والأصول العربية والتركية في المروءة وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف، إلا لأنه من طائفة بشار الأسد.

وأخيراً كلما علت تلك الأصوات الناشزة لتثير الفتنة والبلبلة بين الشقيقين في الدين والقرابة والجغرافية والتاريخ التركي العربي، كلما ازدادت أواصر المحبة والتماسك والانسجام والتناغم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.