هل يلجأ الأسد إلى تصفية أبرز قادته العسكريين ؟

26 فبراير 2018آخر تحديث :
سهيل الحسن
سهيل الحسن

رأت صحيفة “ديرشبيغل” الألمانية، أن العميد سهيل الحسن الشهير في صفوف قوات النظام السوري بلقب “النمر”، يمكن أن يشكل خطرًا على الرئيس بشار الأسد، مع تعاظم نفوذ القائد الميداني من خلال قيادته لمعارك في مختلف أنحاء البلاد كان آخرها حملة القصف الهائلة على الغوطة الشرقية بريف دمشق.

واعتبرت الصحيفة الشهيرة، أن النمر الذي وصفته بـ”مجرم الحرب” له ميول بإلقاء “المواعظ” و”الأشعار” قبيل البدء بأي معركة، حيث اكتسب حب الآلاف من رجاله المقاتلين ضمن فصيل خاص “قوات النمور”، والتي يقودها بنفسه وعمل على إنشائها بايعاز من الأسد وشقيقه في عام 2013.

فعلى سبيل المثال وقف النمر في حشد من رجاله قبيل توجه وحدة مقاتلة من فصيله لاقتحام مناطق الغوطة الشرقية المحاصرة، مخاطبًا إياهم: “لن تجدوا لكم مغيثًا. وإن استغثتم ستغاثون بالزيت المغلي. ستغاثون بالدم”.

وذهبت الصحيفة في تحليلاتها أبعد من ذلك، عندما رجحت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يريد بناء العميد الحسن كخلف محتمل للأسد في حال اضطراره إلى إسقاط الدكتاتور كحل وسط في سوريا، وخاصة أن أنصار النظام يمكن أن يتقبلوا هذا النوع من التغيير في السلطة”.

وتضيف: “أنهم يعبدون الحسن، تراه على الملصقات وفي الأغاني مثل نجوم البوب – تقريبًا له شعبية بين رجاله مثل الأسد”.

واستشهدت الصحيفة بدعم الروس للحسن، عبر العمليات المشتركة التي كان الجيش الروسي يقوم بها جنبًا إلى جنب مع قوات الحسن، كذلك منحت روسيا للنمر العديد من الميداليات والجوائز. وأخيرًا، في آب / أغسطس 2017، قدم له رئيس الأركان الروسي واليري جيراسيموف سيفًا وشكرًا لمهمته القتالية.

وعندما زار فلاديمير بوتين قاعدة قوات حميميم الجوية في ديسمبر/ كانون الأول، جلس الحسن أمامه. وقال الرئيس الروسي إن الرئيس الأسد وزملائي الروس أخبروني بقوتكم وشجاعتكم.

ورغم تزايد شعبية الحسن وسط مقاتليه ومحبيه وأنصاره، فإن ذلك يمكن أن يرتد على النمر ذاته، وخاصة أن النظام عُهد عنه تنفيذ اغتيالات لأقرب المقربين إليه، عندما يستشعر تعاظم خطر أحد القيادات العسكرية أو السياسية على نفوذ الرئيس بشار أو الزمرة الضيقة جدًا من آل الأسد المحيطة به.

وذكرت الصحيفة نقلًا عن شخصيات من المعارضة السورية، أن رئيس المخابرات العسكرية في محافظة حماة، وضع خطة عام 2014 لاغتيال الحسن، قبل أن يتم إعفاؤه من منصبه.

وأوردت “ديرشبيغل” مثالًا عن أحد القادة العسكريين البارزين في سوريا، والذي لمع نجمه آسوة بالنمر، قبل أن يتم اغتياله في 2017، وهو القائد الدرزي عصام زهرالدين، العميد في الحرس الجمهوري، والذي أصبح أحد أقوى العسكريين في سوريا، إلا أنه تسبب بضجة بعد تصريحات له هدد فيها اللاجئين السوريين بالموت حال عودتهم إلى البلاد، ليتم قتله بعد إدلائه بتلك التصريحات بنحو 6 أسابيع.

ورغم رواية النظام بأن زهرالدين قُتل جراء انفجار لغم أرضي بسيارته في إحدى مناطق دير الزور، أثناء قيادته المعارك ضد تنظيم “داعش”، إلا أن التنظيم لم يتبن العملية، وهو ما اعتبرته الصحيفة “سببًا آخر” لصحة الشائعات بأن “الأسد مستعد للقضاء على أي منافس محتمل له”.

في التسعينيات، عمل الحسن في سلاح الجو السوري. ومع بداية الثورة ضد النظام في عام 2011 تم نقله إلى القوات الخاصة. وبعد أن أثبت نفسه في قمع المظاهرات في مدينة اللاذقية الساحلية، تم نقله في خريف عام 2013 لقيادة وحدته الخاصة، والتي تدعى “قوات النمر”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.