توافق على القضايا الجوهرية وتأييد للمعارضة سياسياً وإنسانياً
في جو من التوافق على معظم القضايا الأساسية في الملف السوري، إلتقى وفد الهيئة السورية للتفاوض برئاسة د. نصر الحريري في العاصمة الأردنية عمان، وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والوفد المرافق له، وقد استمر اللقاء حوالي الساعة؛ استعرض في بدايته د. الحريري تطورات الملف السوري مركزاً على ضرورة اتخاذ موقف دولي حازم تجاه استخدام النظام المتكرر للسلاح الكيماوي، وعلى ضرورة وضع حد للنفوذ الإيراني المتنامي في الساحة السورية، وأكد على أن الشعب السوري بدأ يفقد القناعة في العملية التفاوضية بسبب تعنت النظام وعرقلته للجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي، وأشار الحريري إلى أن وحدة الأراضي السورية هاجس لكل السوريين مؤكداً على أنه حتى تستمر العملية السياسية وتحقق أهدافها لابد من تطبيق قرارات الشرعية الدولية في الإنتقال السياسي، وأكد أنه لابد من تقديم دعم حقيقي للمعارضة التي تبدي تجاوباً وتعاوناً كبيراً مع جهود المجتمع الدولي.
من جانبه أظهر وزير الخارجية الأمريكي تفهمه لموقف المعارضة، وأكد توافقه مع تقييم الهيئة لخطورة الوضع الراهن، وما يمكن أن تؤدي إليه عرقلة العملية السياسية؛ كما أبدى تيرلسون استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع الهيئة بشكل أكبر للوصول إلى نتائج حقيقية للعملية السياسية، الأمر الذي يستلزم تعاون جميع الأطراف وانخراطها في العملية السياسية، وشدد على ضرورة التعاون الروسي في هذا الأمر وجلبِ النظام إلى طاولة التفاوض، وعلى ضرورة أن تكف إيران عن تدخلها عسكرياَ وسياسياً في الشأن السوري.
وقال الوزير إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل بالتعاون مع الاتحاد الروسي بشكل جدي على إجراءات بناء الثقة المقرّة بالقرارات الدولية والمتمثلة بتحريك ملف المعتقلين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. وأشار إلى أن الجانب الأمريكي يعمل على إعادة إطلاق العملية السياسية، مشيداً بجهود الهيئة وجديتها لإيجاد حل يلبي طموحات الشعب السوري. وأكد تيلرسون أن عملية إعادة الإعمار في سوريا مشروطة بنجاح العملية السياسية وتحقيق البيئة المحايدة.
وكان واضحاً من خلال النقاش إلمام الوزيرالأمريكي وإحاطته بتفاصيل القضية السورية وما يحتاجه الملف السوري من جهود وتعاون إقليمي ودولي للوصول إلى انتقال سياسي يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويتيح الفرصة لكامل مكونات المجتمع السوري المشاركة في المرحلة القادمة.
وفي نهاية اللقاء إتفق الطرفان على استمرار المشاورات وعقد المزيد من اللقاءات التقنية لتحقيق دعم حقيقي للمعارضة السورية يساعد على حل سياسي يوقف تدهور الوضع العام في سوريا ويحقق الإنتقال السياسي وفق قرارات الأمم المتحدة.