إسطنبول تستعد لاحتضان مؤتمر للشراكة بين تركيا وإفريقيا

11 فبراير 2018آخر تحديث :
إسطنبول تستعد لاحتضان مؤتمر للشراكة بين تركيا وإفريقيا

تستعد مدينة إسطنبول لاحتضان مؤتمر المراجعة الوزاري الثاني للشراكة بين تركيا وإفريقيا، يومي الأحد والاثنين القادمين، في ظل ازدهار العلاقات بين الطرفين خلال الأعوام الأخيرة، على الصعيدين التجاري والسياسي.

ومن المقرر أن يشارك عدد كبير من وزراء وممثلي 19 دولة إفريقية إلى جانب مسؤولين بالاتحاد الإفريقي، في المؤتمر الذي سيتناول سبل تعزيز وتقوية التعاون بين تركيا والدول الإفريقية.

ويعدّ المؤتمر بمثابة تحضير لقمة الشراكة التركية الإفريقية الثالثة المزمع انعقادها بتركيا العام القادم، ويُصادف الذكرى السنوية العاشرة لكون تركيا شريكة إستراتيجية للاتحاد الإفريقي.

كما يهدف المؤتمر إلى مناقشة الخطوات والاجراءات التي يجب اتخاذها خلال المرحلة القادمة من أجل تطوير التعاون بين تركيا ودول القارة السمراء، إلى مستويات أعلى.

وقالت مصادر دبلوماسية إن تركيا تنتهج سياسة حازمة في مواصلة التعاون الوثيق مع الاتحاد الإفريقي على أساس الشراكة الإستراتيجية، وتولي أهمية كبيرة لمشاركة الخبرات والتجارب والموارد مع القارة.

في يناير/ كانون الثاني من عام 2008، أعلن الاتحاد الإفريقي تركيا شريكة إستراتيجية له، لتنعقد في نفس العام القمة التركية الإفريقية الأولى في مدينة إسطنبول.

وانعقدت القمة التركية الإفريقية الثانية بعاصمة غينيا الاستوائيّة مالابو، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، ويخطط الجانبان لعقد القمة الثالثة في تركيا العام القادم.

وفي إطار اهتمامه بتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارات رسمية إلى 24 دولة في القارة برفقة وزراء ومسؤولين ورجال أعمال أتراك.

وجرى خلال تلك الزيارات الرسمية التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية بين تركيا والدول الإفريقية.

وزادت تركيا عدد سفاراتها في القارة السمراء من 12 في عام 2009 إلى 40 سفارة في الوقت الراهن، وتخطط لنشر سفاراتها على كامل القارة في المدى المتوسط والطويل، فيما يوجد في أنقرة سفارات 33 دولة إفريقية.

العلاقات الاقتصادية تتطوّر

تقدّم تركيا دعمًا لموازنة الاتحاد الإفريقي كل عام بقيمة مليون دولار، منذ 2009، وتُقدّر قيمة الاستثمارات التركية في القارة بنحو 6 مليارات دولار.

وفي عام 2015، بلغت قيمة الدعم التركي الرسمي لتنمية إفريقيا جنوب الصحراء 395.77 مليون دولار، فيما بلغ حجم التبادل التجاري 18.8 مليار دولار في عام 2017 وهو ثلاثة أضعاف الحجم في عام 2003.

وأنشأ مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي مجالس عمل مع 35 دولة إفريقية، في إطار جهوده الرامية إلى تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع القارة.

واحتضنت إسطنبول منتدى الاقتصاد والأعمال الأول بين تركيا وإفريقيا، يومي 2 و3 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بينما احتضنت مدينة أنطاليا الاجتماع الأول لوزراء الزراعة بين الجانبين يومي 27 و28 أبريل/نيسان 2017.

المستشفيات التركية تحارب المرض في إفريقيا

يجد الآلاف من المرضى الشفاء في المستشفيات التي افتتحتها تركيا في العديد من مناطق إفريقيا. وتعد تركيا الدولة الأولى في العالم في تقديم المساعدات الإنسانية مقارنة بدخلها القومي.

افتتحت تركيا في العاصمة الصومالية مقديشو عام 2015 بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان المستشفى الصومالي التركي التعليمي البحثي. ومنذ ذلك الحين ينشر المستشفى الشفاء والأمل بين الصوماليين.

ويعتبر المستشفى الأحدث والأفضل تجهيزا في شرق إفريقيا. ووفقا للبروتوكول الموقع بين البلدين توفر وزارة الصحة التركية كادر المستشفى المتخصص وتقدم لها الدعم المالي لمدة 5 سنوات.ويدير البلدان المستشفى بشكل مشترك لمدة خمس سنوات، تُسلم المستشفى بعدها إلى الصومال دون مقابل مادي.

ومن المؤسسات الطبية التركية الأخرى في إفريقيا، مستشفى نيالا التركي السوداني التعليمي البحثي، ويعتبر المستشفى أكبر مشروع إنساني تركي في إفريقيا.

ونظرا إلى موقع المستشفى المركزي يأتي إليه المرضى من الدول المجاورة أيضا مثل الكاميرون، وتشاد، وغامبيا.

وفي بداية عام 2017 دشن الهلال الأحمر التركي بمبادرة من أردوغان، حملة تحت شعار “فلتكن أنت الأمل”، لجمع التبرعات لدول شرق إفريقيا المهددة بالجفاف، كما نظم في إسطنبول في 20-21 يوليو/ تموز 2017 مؤتمر “الصحة في إفريقيا”.

وفي نهاية سبتمبر/ أيلول 2017 بدأ مركز التدريب العسكري التركي في العاصمة الصومالية مقديشيو في تدريب العساكر الذين سيشكلون العمود الفقري للجيش الوطني الصومالي.

تركيا تنشر خبراتها في القارة السمراء

لدى وكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا) حاليا 21 مكتبا لتنسيق البرامج في إفريقيا، تدير من خلالها مشاريع تركز على التنمية المستدامة طويلة الأمد، وتبذل جهدها لتستفيد دول القارة من الخبرات التركية.

وتعمل الخطوط الجوية التركية على زيادة عدد رحلاتها إلى القارة الإفريقية من أجل زيادة إمكانية الوصول إلى دول القارة، وتسهيل لقاء رجال الأعمال الأتراك والأفارقة، وجعل تركيا نقطة يمكن لمواطني الدول الإفريقية الوصول عبرها إلى جميع انحاء العالم.

وتنظم الخطوط الجوية التركية حاليا رحلات إلى 51 نقطة في 33 دولة إفريقية.

ونظمت وزارة التعليم التركية بالتعاون مع وقف المعارف التركي، مؤتمر وزراء التعليم التركي الإفريقي الأول في إسطنبول في 19-21 أكتوبر/ تشرين أول 2017.

وقدمت تركيا منذ عام 1992 منحا دراسية للبكالوريوس والماجستير والدكتوراة لأكثر من 8 آلاف طالب من إفريقيا.

وفي عام 2016 افتُتح في العاصمة التركية أنقرة برعاية أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي، البيت الثقافي وسوق الأعمال اليدوية الإفريقية، الذي يباع فيه أعمال يدوية من إنتاج عائلات إفريقية، وهو ما يقدم مصدر دخل للنساء في القارة السمراء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.