قوبل السوريون الذين تركوا بلادهم مُكرهين ومضطرين، ولجؤوا إلى دول الجوار بالترحيب والتأهيل تارة، والرفض والتذمّر تارة أخرى.
وما زالت بعض الفئات في الدول التي لجأ إليها السوريون لم تستطع تقبّل عيش العابر الجديد إلى جوارهم، فتحاول -تلك الفئات- إثارة الفتنة من خلال اتباع سياسة التحريض ضدهم، إما عبر كتابة مقالات رأي، أو من خلال نشر إشاعات كاذبة عن السوريين.
الكاتب والإعلامي البارز “أحمد هاكان” من صحيفة حرييت المعارضة نشر بالأمس مقالة تحت عنوان (لماذا اللاجئون السوريون لا يحاربون من أجل بلادهم؟) استهدف من خلالها الشباب السوريين الذين يرتادون المقاهي في تركيا، واصفا إياهم بالساعين خلف متعتهم.
وأوضح هاكان أنّه شخصيا لا يُكنّ عداء تجاه اللاجئين، وأنّه يرفض وينتقد كل من يعاديهم، وخصوصا إذا كان اللاجئون من النساء والأطفال، مضيفا: “أنا صديق للاجئين وخصوصا إذا كانوا أطفالا أو نساء، فكلهم تاج فوق رأسي، وأرفض ما يقوم به البعض من تعيمم بحق السوريين من تصرفات مشينة وغير لائقة، ولكن هذا لا يعني أنّني سأبقى صامتا حيال رؤية الشباب القادرين على حمل السلاح إلا أنّهم بدلا من الدفاع عن بلادهم يتوافدون إلى المقاهي في تركيا لتدخين (النرجيلة).
وتابع هاكان في السياق ذاته: “نعم تُزعجني رؤية الشباب السوريين -القادرين على حمل السلاح- وهم يتمتعون ويلهون في مدننا، في الوقت الذي يضحّي فيه جنودنا بأرواحهم لحماية بلادهم”.
الكاتبة والإعلامية “ميهتاب يلماز” من صحيفة يني عقد، استهدفت ما كتبه هاكان في مقال جاء تحت عنوان (لماذا يقاتل جنودنا في الوقت الذي يتمتع فيه السوريون ويلحقون اللهو؟، اتهمت فيه هاكان بمحاولة خلق رأي عام ضد السوريين.
وبطريقة ساخرة قالت يلماز: “وكأنّ أمريكا لم ترسل إلى (الوحدات الكردية) في سوريا 5 آلاف شاحنة من الدعم العسكري، وكأنّ عناصر داعش الذين حلقوا شعرهم وذقونهم، والتابعين للاستخبارات الأمريكية لم يُطلقوا النيران على جنودنا، باستخدام بي كي كي، هكذا ومن دون حاجة، وفي ظل سعي السوريين خلف ملذاتهم ومتعتهم، قرّر جنود الجيش التركي الذين سئموا الحياة لإلقاء أنفسهم في التهلكة من خلال الذهاب للقتال في سوريا”.
واتّهمت يلماز الكاتب “هاكان” باالسعي إلى خلق رأي عام وتوجيهه ضد السوريين، من خلال استهدافهم بأسلوب لا يمت إلى العقلانية والمنطق بشيء.
وأشارت الكاتبة إلى أنّه من الجهل بمكان كتابة مقال من هذا النوع واستهداف الشباب السوريين لخلق رأي عام معيّن، في ظل المساعي الأمريكية في المنطقة، والتي تحاول تطويق تركيا بالممرات الإرهابية، واستهداف أمنها وأمانها من خلال تنفيذ هجمات إرهابية في مدنها عبر تنظيمات إرهابية مثل بي كي كي وداعش”.
ونصحت يلماز بطريقة ساخرة أيضا الكاتب “هاكان” بإضاعة الوقت عبر اللهو في الانستغرام أو التقاط صور السيلفي مع الفتيات، بدلا من تناول قضايا ترتبط بشكل أو بآخر بمحاربة الإرهاب.
المصدر: أورينت