بعد مرور سنوات طويلة عانت فيها العراق الأمرّين جراء تقرير أممي أكد وجود مواد نووية وكيميائية في داخلها، يبدو أن سوريا تقف على حافة الهاوية لتواجه المصير ذاته بعد محاولات الأمم المتحدة الدفع بإصدار قرار للتدخل في سوريا تحت غطاء دولي لمواجهة الأسلحة الكيميائية بقرار من المحكمة الجنائية الدولية.
ملف الكيماوي
فتحت الولايات المتحدة ملف الكيماوي في سوريا من جديد مؤخرًا، متهمة النظام السوري باستخدام غاز الكلور في حملته العسكرية الأخيرة على إدلب، المعقل الأكبر للمعارضة السورية.
وواجهت واشنطن اتهامات متكررة من جانب روسيا تحديدا بمحاولة تأجيج الموقف الدولي من النظام السوري لعدم إظهارها أدلة واضحة على استخدام غازات محرمة دوليًا، فيما ايدتها فرنسا في الموقف معتبرة أن النظام السوري لم يستطع حتى الآن تبديد الشكوك حول امتلاكه أسلحة كيماوية.
واتفقت بريطانيا مع نظيراتها أمريكا وفرنسا في محاولة للدفع بتدخل رسمي في سوريا ضد بشار الأسد، كما سبق وحدث بالعراق ضد الرئيس الراحل صدام حسين وقال المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة، ماتيو رايكروفت، إن الشعب السوري يعيش مأساة حقيقية بينما يفلت نظام الأسد من العقاب، معتبرا أن ما يحدث في سوريا خرق وانتهاك لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية.
مجلس الأمن
شهد مجلس الأمن الدولي جدالا واسعا، امس الإثنين، بين مندوب الولايات المتحدة والمندوب الروسي خلال بحثهم إمكانية تشكيل لجنة تحقيق دولية مهمتها الكشف عن المسئولين عن الهجمات الكيماوية في سوريا.
وتقدمت واشنطن بمشروع قرار قوبل برفض روسي وسوري مما دفع مندوبة الولايات المتحدة، نيكي هيلي، لتوزيع بيان على أعضاء مجلس الأمن أدانت فيه استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة قريبة أخرى بعد الخلافات التي شهدها امس الإثنين من أجل تبني موقف حيال الهجمات الكيماوية في سوريا.
سوريا تنفي
نفى القائم بالأعمال في وفد سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، منذر منذر، كل التهم الموجهة لبلاده، موضحا أن الولايات المتحدة تلجأ إلى تلفيق الاتهامات للنظام السوري كلما أدركت أن المجموعات الإرهابية التي تدعمها باتت في مأزق أمام تقدم جيش النظام حسب قوله، مؤكدا دعم بلاده لأي إجراء يتخذه مجلس الأمن إذا كانت النية الكشف عمن يتاجر بالدم السوري.
المصدر: بوابة فيتو