آلاف العوائل السوريّة عادت من تركيا لتستقر مجددا في قراها ومدنها في الشمال السوري

6 فبراير 2018آخر تحديث :
إعلان
لاجئون سوريون في معبر باب الهمى
لاجئون سوريون في معبر باب الهمى

دفع الاستقرار النسبي الذي تعيشه عشرات القرى والبلدات في الشمال السوري بآلاف السوريين اللاجئين في تركيا إلى التفكير بالعودة والاستقرار في مدنهم عقب رحلة لجوء دامت سنوات عدّة في دولة الجوار تركيا.

فقد استغل قسم كبير من السوريين الذي عبروا إلى الأراضي السوريّة من تركيا بموجب إجازة العيد، الممنوحة لهم من قبل الحكومة التركيّة لزيارة ذويهم في سوريا، للبقاء ضمن الأراضي السوريّة.

يقول العميد قاسم القاسم، مدير معبر باب السلامة في حديث لموقع الحل إن “الآلاف من السوريين الذين دخلوا إلى ريف #حلب الشمالي أواخر شهر آب الماضي قرروا البقاء في سوريا وعدم العودة مجدداً إلى تركيا”.

ويضيف القاسم خلال حديثه أن “الاحصائيات لدى معبر باب السلامة تشير إلى أن 6751 سوري من بين 53834 زائر دخلوا خلال عيد الأضحى لم يعودوا إلى #تركيا عقب انتهاء فترة الزيارة التي سمحت بها السلطات التركية”.

ويؤكد القاسم بأن “الاستقرار النسبي التي تعيشه قرى وبلدات منطقة درع الفرات هو السبب الرئيسي بعودة العائلات السوريّة إلى منازلها مجدداً، فضلاً عن صعوبة العيش في تركيا للكثير من العوائل التي لم تقدر على مجابهة الظروف الصعبة في دول اللجوء”.

إعلان

“عشرات العوائل عادت أيضاً إلى مناطق النظام في مدينة حلب”، يضيف القاسم حيث أن سيطرة النظام على كامل المدينة العام الماضي دفعت ببعض العوائل إلى العودة إلى #حلب، لكن من عادوا هم فقط النساء والأطفال وكبار السن، إذ يتخوّف الشباب من العودة إلى مناطق النظام خوفاً من السوق إلى الخدمة الإلزامية في جيش النظام.

ورغم تمديد إدارة المعابر الحدودية مهلة عودة السوريين إلى #تركيا مراراً خلال الأسابيع الماضية، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن “نحو 3000 عائلة لم تعد إلى الأراضي التركيّة بعد عبورها إلى الأراضي السوريّة خلال أشهر عيدي الفطر والأضحى منذ أشهر”.

وتشكل منطقة درع الفرات “نقطة انطلاق لبدء حياة جديدة وفق ما يقول إياد أبو حجر العائد هو وعائلته من تركيا بعد رحلة نزوح دامت ثلاث سنوات”.

“سأبقى هنا في منزلي ولن أعود إلى تركيا مجدداً” يقول أبو حجر خلال حديثه لموقع الحل ويشير إلى أنه يعمل على إعادة ترميم منزله المتضرر من آثار عمليّة درع الفرات ليسكنه مع عائلته (خمسة أفراد).

ويؤكد أبو حجر بأن صعوبات الحياة في تركيا كثيرة فهو كان يعيش في مدينة غازي عنتاب التركيّة، ويعاني من غلاء المعيشة والارتفاع الكبير في أجور المنازل، فهو المعيل الوحيد لعائلته المؤلفة من أب وأم وثلاثة أطفال.

ويشير إلى أنه فكّر بالعودة إلى سوريا “منذ أن اقتربت فصائل الجيش الحر من السيطرة على مدينة الباب”، ويقول “قررت أن استغل أقرب فرصة لمغادرة تركيا والعودة لمنزلي، مدينة الباب أصبحت آمنة والعديد من بلدات ريف حلب، سأجد هنالك عمل مستقر وربما أعود لمهنتي الأساسية في تجارة الأقمشة في مدن الشمال السوري”.

وتعمل المؤسسات المدنيّة في مناطق درع الفرات على “إنشاء مشاريع عدّة تشجع السوريين على العودة لقراهم وبلداتهم، يضاف إلى ذلك إعادة إعمار وإنشاء المرافق الحيوية من جديد، حيث ساهمت الحكومة التركية في إنشاء العديد من المشافي والمدارس والمؤسسات الخدمية في المناطق التي سيطرت عليها في إطار معركة درع الفرات، كل ذلك كان سبباً في عودة آلاف العوائل السوريّة والاستقرار مجدداً في سوريا”، وفق بعض العائدين وناشطين من المنطقة.

المصدر: موقع الحل السوري

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.