أكّد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن أن بلاده ليس لديها أي نية لاحتلال أي جزء من سوريا، نافيًا وجود اتفاق بين أنقرة وموسكو بشأن عملية عفرين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده، في مدينة إسطنبول، أمس السبت، بحضور صحفيين من وسائل إعلام متنوعة منها: سي إن إن، و بي بي سي، وفرانس برس، وديلي صباح، وتي أر تي، والأناضول.
وقال قالن في المؤتمر “إن تركيا ليس لديها أي مصلحة في احتلال أي جزء من سوريا”.
وأضاف أنه “حالما تنتهي العملية (عملية غصن الزيتون) سنعيد المنطقة إلى أهالي عفرين، سنحرّرهم من عناصر تنظيم “ي ب ك / ب ي د”.
وأوضح أن العملية العسكرية في منطقة عفرين شمال غربي سوريا مستمرة كما هو مخطط لها، مضيفًا: “حققنا تقدمًا جيدًا حتى الآن فيما يخص عملية غصن الزيتون بعفرين”.
ولفت المتحدث الرئاسي أن العملية لها 3 أهداف: “تأمين الحدود التركية، وتطهير الأراضي السورية من المنظمات الإرهابية، وضمان وحدة أراضي سوريا”.
وتابع: “الجميع يعرف منذ البداية أن تنظيم “ب ي د / ي ب ك” هو نفسه تنظيم ” بي كا كا”، فكلاهما كيان واحد”.
وأشار أيضًا أن “مسلحي “ي ب ك / ب ي د” يشكلون خطرًا على حدودنا. وسنواصل إقناع الأمريكيين بإيقاف التعاون معهم”.
لا ضحايا في صفوف المدنيين
وفي حديثه، قال إبراهيم قالن: “لقد نجحنا في تجنب إيقاع ضحايا في صفوف المدنيين (منذ بدء العملية) حتى الآن”. لافتًا أن “إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية (أفاد) التابعة لرئاسة الوزراء التركية، والهلال الأحمر التركي، ومنظمات أخرى، ساعدت السكان المحليين (في عفرين).
وأضاف “جشينا يتعامل بحذر بشأن هذه المسألة”.
وشدد قائلًا “على الأرض، لم تردنا أي أنباء من مصادرنا حول سقوط ضحايا مدنيين”.
وأشار المتحدث الرئاسي أنه تم شنّ “حرب دعائية” ضد عملية غصن الزيتون وأن الصور التي جرى تدوالها في مواقع التواصل الاجتماعي هدفها تشوية العملية.
وتابع “أعتقد أنه ينبغي على الناس أن يكونوا حذرين من دعايات تنظيم بي كا كا حول تلك المسألة”.
وفنّد قالن المزاعم عن استخدام الجيش التركي قنابل النابالم خلال عمليته في عفرين.
وقال في هذا الصدد “إننا لا نمتلك قنابل من هذه النوع. وإن المزاعم بشأن تدميرنا لبعض المواقع التاريخية وبعض الكنائس، والمعالم الأثرية أو أي شيء من هذا القبيل عارية عن الصحة تمامًا”.
ردود الفعل الدولية “إيجابية”
ورحب المتحدث باسم الرئاسة التركية بردود الفعل العالمية من عملية غصن الزيتون واصفًا إياها بـ “الإيجابية”.وقال “لا أحد يشك بشرعية العملية. وعمومًا، كما قلت كان الدعم جيدًا ومرحبًا به”.
وفيما يتعلق بمؤتمر سوتشي الذي عقد الثلاثاء الماضي، لفت قالن: “نواصل العمل على وضع خطة من أجل انتقال سياسي في سوريا. إنها ليست مهمة سهلة، لكنها الهدف الرئيسي والأخير من تلك العمليات”.
وأعرب عن ترحيبه أيضًا بالاتفاق على تشكيل لجنة تعمل على وضع دستور جديد لسوريا خلال محادثات سوتشي.
واختتم مؤتمر الحوار السوري في سوتشي أعماله، الثلاثاء الماضي، بالاتفاق على تشكيل “لجنة لصياغة إصلاح دستوري”، من أجل الإسهام في تسوية سياسية، تحت رعاية الأمم المتحدة.
وفي هذا الشأن أوضح قالن: “لا يزال هناك عمل يتعين القيام به. ونحن نحاول الحفاظ على السلم والأمن على الأرض ولكننا نحاول أيضًا دفع الأمور للمضي قدمًا من خلال إجراء المفاوضات في الوقت نفسه. من الواضح أنها ليست قضية سهلة، إنها معقدة جدًا كما تعلمون”.
وبشأن تشكيل مراكز لمراقبة خفض التوتر في محافظة إدلب السورية، قال قالن: “نعمل على تشكيل 12 مركز مراقبة كجزء من عملية أستانا. قمنا بتأسيس 5 مراكز. ونعمل الآن على تشكيل الـ7 المتبقية”.
وأضاف: “كان هناك بعض الخلافات، وسوء الاتصال في مرحلة ما، ولكن أعتقد أننا تجاوزنا ذلك الآن”.
وتابع متحدث الرئاسة التركية: “سنبذل قصارى جهدنا لإتمام تشكيل تلك المراكز في أقرب وقت ممكن، حتى نتمكن من تأمين منطقة إدلب، بالطريقة التي ناقشناها وقررناها في لقاء أستانا الأخير”.
وبخصوص موقف تركيا من مستقبل سوريا، قال قالن: “لا نعتقد أنه (بشار الأسد) الزعيم القادر على توحيد سوريا. لقد فقد شرعيته، وقدرته على الحفاظ على سوريا موحدة بعد ارتكابه كل تلك الجرائم”.
وأضاف، “سيكون هناك دستور جديد، كما ستكون هناك انتخابات (في سوريا). ذلك هو الهدف. لن يكون سهلًا. إلا أنه هو الهدف الأخير”.
ليس هناك اتفاق مع روسيا
وردًا على سؤال بخصوص توصل تركيا إلى اتفاق محتمل مع روسيا بشأن عفرين، أكّد متحدث الرئاسة على عدم وجود أي اتفاق من هذا القبيل.
وقال في ذلك: “ليس هناك أي اتفاق مع روسيا يقضي بتسليم إدلب لهم، مقابل استلامنا عفرين”.
ومشيرًا إلى عدم وجود “جدول زمني” لعملية غصن الزيتون، قال قالن “ستستمر (العملية) طالما تقتضي الضرورة لذلك”.
وفي معرض ردّه على سؤال ما إذا كانت تركيا تتوقع تدفق المدنيين إلى الحدود التركية في أعقاب عملية عفرين، قال قالن: “لا نتوقع حصول أي تدفق للاجئين في الوقت الراهن(..) في الواقع نحن نتوقع تحركًا نحو عفرين”.
ومنذ 20 يناير/كانون الثاني الماضي، يستمر الجيش التركي في عملية “غصن الزيتون” التي تستهدف المواقع العسكرية لتنظيمي “داعش” و”ب ي د/بي كا كا” الإرهابيين، شمال غربي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
وفي وقت سابق اليوم، أكد المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ أنه تم تحييد 932 إرهابيًا منذ انطلاق العملية. محذرًا أنه “في حال لم يخرج مسلحو “ب ي د/ بي كا كا” من منبج، فإننا سندخلها ونواصل طريقنا نحو شرق نهر الفرات”.
أعدّه للنشرة العربية: عبد الجبار أبوراس.