أغلقت مدينة ألمانية أبوابها في وجه طالبي اللجوء إثر سلسلة مواجهات وقعت بينهم وبين السكان، فيما يطالب ثلثا الألمان بتخفيض الإعانات المقدمة لهم.
ووفق ما نشره موقع إذاعة “دويتش فيله” الألمانية، السبت، فإن وزير داخلية ولاية براندنبورغ شرقي البلاد قرر عدم استقبال المزيد من طالبي اللجوء في مدينة كوتبوس.
وشهدت المدينة اشتباكات بين مراهقين سوريين (15 و16 عاما) مع مراهقين ألمان الأربعاء الماضي؛ ما أدى لإصابة ألماني بإصابات على وجهه ويده وساقه بسكين، فيما أودعت الشرطة السوريين السجن على ذمة التحقيق.
ووفق السلطات المحلية فإن أحد السوريين مشهور بسلوكه العنيف داخل مدرسته مع المدرسين، وأمر مكتب رعاية الشباب بالمدينة بإلحاقه بمركز لإعادة التأهيل ولكن محكمة الأسرة رفضت ذلك.
كما أشارت وسائل إعلام ألمانية إلى أن المراهقين الألمانيين ينتميان لفكر النازيين الجدد.
ولم تكن هذه أول الاشتباكات في مدينة كوتبوس، فقد سبق أن شارك أحد السوريين المتورطين مع 3 سوريين آخرين بمهاجمة سيدة بسكين داخل مركز للتسوق في خلاف حول أسبقية الوقوف في الطابور.
وواجه قرار وزير داخلية ولاية براندنبورغ بعدم استقبال المدينة مزيدا من اللاجئين انتقادا من المنظمات المسؤولة عن دعمهم؛ حيث قال مجلس براندبورغ للاجئين إن القرار تحيز ضد السوريين لصالح التيار اليميني في المدينة.
تخفيض الإعانات
وفي الاتجاه ذاته، أيد ثلثا الألمان مطالب بتخفيض الإعانات الاجتماعية المقدمة لطالبي اللجوء المرفوضين.
وحسب ما أظهره استطلاع الرأي الذي أجراه معهد “ديامب” لقياس الرأي فإن 2 من كل 3 ألمان يؤيدون تخفيض الإعانات؛ حيث أيد 69% من سكان ولاية بافاريا مطالب الحزب البافاري المحافظ في هذا الأمر، كما أيده 70% من سكان الولايات الشرقية.
وبلغت نسبة التأييد 75% بين ناخبين التحالف المسيحي (المنضمة له المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل) و76% بين ناخبي حزب البديل من أجل ألمانيا و58% بين ناخبي الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
كما أيد التخفيض 55% من أنصار حزب الخضر و53% من أنصار حزب اليسار.
وألمانيا باتت تتخذ إجراءات مشددة، قانونية وأمنية واقتصادية، للحد من تدفق اللاجئين منذ عام 2016، بعد انتقادات واسعة واجهت سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها المستشارة أنجيلا ميركل وأدت إلى تدفق نحو مليون لاجئ خلال عام.
وقال منتقدو هذه السياسة إن الكثير من الإرهابيين يندسون في ألمانيا بعد دخولها باسم لاجئ، كما شهدت البلاد عدة جرائم على يد لاجئين.