لاجئون سوريون في ألمانيا يبحثون عن “مطهّر”!

8 يناير 2018آخر تحديث :
لاجئون سوريون في ألمانيا يبحثون عن “مطهّر”!

“أزمة” غريبة يعيشها اللاجئون السوريون (المسلمون) بعد إنجاب طفل ذكر في ألمانيا، حيث تبدأ عملية البحث عن طبيب أو “مطهّر” لإجراء عملية الختان منذ الساعات الأولى لولادة الطفل وقد تستمر عدة شهور.

الأزمة التي تفاقمت مع وصول عدد اللاجئين السوريين إلى أكثر من 300 ألف لاجئ، 80 بالمئة منهم مسلمون فتحت الأبواب على سوق سوداء جديدة تعمل في الخفاء بعيداً عن عيون السلطات.

عام 2012، وبعد جدل كبير، سمحت ألمانيا بإجراء عمليات الختان للذكور من المسلمين واليهود ضمن شروط معينة، أولها أن تجرى هذه العمليات على يد أطباء مختصين و في غرفة عمليات وتحت التخدير، في حين تبرأت شركات التأمين من هذه العمليات ورفضت تغطيتها باعتبارها ” لا تجرى بدوافع طبية وإنما دينية”، كما امتنع عدد كبير من أطباء الأطفال والبولية عن إجراء هذا النوع من العمليات الأمر الذي فاقم من الأزمة.

كل هذه الظروف ساعدت في تنامي سوق سوداء لأشخاص امتهنوا إجراء عمليات الختان بعيداً عن عيون السلطات الألمانية في ظل ارتفاع أسعار هذا النوع من العمليات ليصل في بعض المناطق إلى حدود 400 يورو، وفق لاجئين سوريين تحدثوا إلى موقع قناة “الجديد”.

سماح، سيدة سورية تعيش في مدينة فلينسبورغ شمال ألمانيا، نشرت قبل ايام في إحدى المجموعات الخاصة باللاجئين السوريين في ألمانيا على موقع “فايسبوك” منشوراً تستفسر من خلاله عن إمكانية إيجاد “مطهّر” لإجراء عملية ختان لأحد أقربائها.

تقول سماح لموقع قناة “الجديد”: “يعاني معظم اللاجئين المسلمين من عدم وجود مراكز واضحة لإجراء عمليات الختان، كثير من الأطباء الألمان يرفضون إجراء العملية، كذلك يرفض كثير من اللاجئين المسلمين أن تجرى هذه العملية على يد طبيب غير مسلم”.

تشير سماح إلى أن عدداً من السوريين ساعدوها في العثور على “مطهر” حيث قام بزيارة منزل الطفل وأجرى له العملية في منزله مقابل مبلغ 200 يورو.

عملية بحث في بعض المجموعات والصفحات الخاصة باللاجئين على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت انتشار عدة إعلانات لـ “مطهرين” بعضهم أطباء وبعضهم الآخر لا يحملون أية شهادة وإنما كانوا يعملون في هذا المجال في سوريا.

محمد الذي يعيش مع زوجته في مدينة ميونخ نشر بدوره تساؤلات عن أفضل طريقة لختان مولوده الجديد، فانهالت عليه التعليقات بأسماء عدد من الأشخاص الذين يعملون في هذه المهنة.

يقول محمد لموقع قناة “الجديد”: “لم أقتنع بأن يجري الختان شخص لا أعرفه ولم أسمع به من قبل، أخاف أن يصاب ابني بأي مكروه، خصوصاً أن أحد أصدقائي أصيب ابنه خلال عملية الختان ولا نعرف حتى الآن إن كان قد تأذى أو لا حيث تسببت العملية بورم قرب المنطقة التي أجريت فيها عملية الختان”.

يشير محمد إلى أنه أمام واحد من حلّين في الوقت الحالي، إما أن يجد طبيباً مسلماً لإجراء العملية الأمر الذي قد يكلفه نحو 400 يورو، أو أن يذهب بابنه إلى المستشفى لإجراء العملية بعد أن يصبح عمره عاماً كاملاً وفق القانون الألماني، موضحاً أن بعض أصدقائه نصحوه أن يستشير طبيباً يستطيع مساعدته عن طريق كتابة تقرير توضح أن الطفل بحاجة لإجراء الختان لأسباب طبية الأمر الذي سيختصر عليه انتظار عام كامل، وقد يشمله أيضاً التأمين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.