بعدما أفادت صحيفة “كومرسانت” الروسية بأن المعارضة السورية دمرت سبع طائرات روسية في قاعدة حميميم، نفت الخارجية الروسية ذلك، لكنها قالت إن جنديين قتلا خلال هجوم تعرضت له القاعدة يوم الأحد الماضي، فما حقيقة استهداف القاعدة الروسية؟
في هذا الصدد، شكك الخبير العسكري المنشق عن النظام السوري العميد أحمد رحال برواية وسائل الإعلام الروسية عن الحادثة التي جرت في قاعدة حميميم العسكرية السورية، واصفا إياها بـ”الحادثة المفبركة”.
وقال رحال لـ”عربي21″، بالمنطق العسكري فإن الدفاعات الجوية في القاعدة قادرة على تأمين حميميم من الهجمات الصاروخية، كما أن وصول قذائف الهاون إلى داخل القاعدة من المعارضة “أمر مستحيل” نظرا لبعد المسافة الجغرافية ما بين مناطق سيطرة المعارضة والقاعدة.
وبالبناء على هذه المعطيات، وضع رحال الرواية الروسية في خانة “الذريعة الروسية، لتبرير قصفها مناطق في محيط إدلب مشمولة باتفاق خفض التصعيد”.
لكن بالمقابل، لم يستبعد الخبير العسكري العقيد الطيار المتقاعد أديب عليوي أن تكون المعارضة وراء استهداف قاعدة حميميم، مبينا أن “من شأن التلال المرتفعة التي تسيطر عليها المعارضة في الساحل أن تسهل من استهدف حميميم بصورايخ من طراز “غراد” وأخرى محلية الصنع”.
ولفت إلى أن روسيا حاولت إبعاد المعارضة بالتعاون مع دول إقليمية عن حميميم، مضيفا: “لكن ذلك لم يحصل”.
وقال عليوي: “عودتنا روسيا على عدم الاعتراف بخسائرها في سوريا، مشيرا إلى عدم اعتراف روسيا بأسر تنظيم الدولة لجنديين تابعين لها في دير الزور، رغم بث التنظيم لشريط مصور يوضح عملية الأسر بالبراهين القاطعة”.
وأضاف، أن اعتراف روسيا بالحادثة يأتي ضمن خطة ممنهجة، تعترف بموجبها روسيا بخسائرها على مراحل، حتى لا تشكل الخسائر فيما بعد صدمة للداخل الروسي، موضحا في هذا الشأن أن “المفاجأة غير المحسوبة في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الروسي قد يؤدي إلى نتائج غير مدروسة”.
أما بشأن نفي وزارة الدفاع الروسية لتدمير سبع طائرات حربية، رأى عليوي أن المعارضة لا تمتلك القدرة الهجومية على ذلك، لكنه استدرك بالقول “إن سقوط صاروخ غراد واحد في القاعدة كفيل بإصابة العديد من الطائرات بالشظايا”.
وأشار إلى أن إصابة جسد الطائرة بشظية واحدة صغيرة كانت أم كبيرة، يؤدي بالضرورة إلى إخراجها عن الخدمة، بسبب معدن الطائرة الخفيف وغير الصلب.
وبحسب عليوي، فإن معلومات غير مؤكدة تشير إلى أن رشقات من صورايخ “غراد” وصلت إلى القاعدة قبل أيام.
واختتم الخبير العسكري متفقا مع رحال، حيث قال: “حتى لو كانت المعارضة وراء القصف، فإن روسيا بالغت في الحديث عن الأضرار لتبرير قصفها العشوائي لمناطق المدنيين في إدلب وحماة وجنوب حلب”.